إمام بالأوقاف يوضح حكم الدين في تسلط الأخ على شقيقته
«الرجال قوامون على النساء»، آية قرآنية يبرر بها بعض الرجال، فرض سيطرتهم على أخواتهم الفتيات، وتضييق حرياتهم حتى في ظل وجود الوالدين على قيد الحياة، وتزداد هذه المعاناة مع وفاتهما أو وفاة الأب، فيصبح الأخ هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في البيت، ومع اختلاف الآراء بين المؤيدة لهذا الأمر والأخرى، التي تؤكد أن إعطاء الأبناء صلاحية أكبر من ما يستحقونه يؤثر على علاقته الإخوة ببعضهم، فما موقف الدين من تحكم الرجال بأخواتهم الفتيات؟
في هذا الصدد، يقول الشيخ محمد عبد البديع إمام وخطيب بوزارة الأوقاف وباحث في العلوم الإسلامية، إن الأصل في القاعدة أن المرأة لا بد أن يكون لها قيِّم وهو الأب أو الأخ أو الزوج أو الابن، مؤكدًا أن قوامة الرجل على المرأة تكون في حدود التقويم لا التضييق.
فيما أضاف عبد البديع، خلال تصريحاته لـ«القاهرة 24»، أن على الرجل تقويم المرأة عند اعوجاجها وإن كان باستخدام الضرب، ولكن ليس بالمبرح، ويكون هذا الأمر آخر ما يلجأ له، مشيرًا إلى أن الرجل الذي يحجر حرية المرأة فيما لا يتعارض مع الدين، فهذا يكون تسلطا وليس قوامة.
عبدالبديع أوضح أيضا أن تقويم الأخ لأخوته الفتيات في ظل وجود الأب، يعتمد على ما إذا كان الأب سمح لابنه بذلك أم لا، وفي هذه الحالة لا يكون على الأخ إلا أن يراقب الفتاة في حدود ما أتاح له الأب فقط ولكن إذا تجبر الأخ على أخته وتعدى عليه فهذا أمر غير مباح، لا سيما إذا كان الأب غير مسامح في ذلك.
فيما أشار إلى أنه إذا لم يسمح الأب لابنه بتقويم الأخت، وهى ترتكب المعاصي أو الذنوب، يكون الأب آثم في هذه الحالة، وما على الابن إلا أن يقدم النصيحة لهم ولكن ليس من حقه أن يتعدى على أخته، كما وليس عليه إثم لأنه مازال ليس له سلطان عليها، مستشهدًا في ذلك بقوله تعالى: «وَإِذۡ قَالَتۡ أُمَّةࣱ مِّنۡهُمۡ لِمَ تَعِظُونَ قَوۡمًا ٱللَّهُ مُهۡلِكُهُمۡ أَوۡ مُعَذِّبُهُمۡ عَذَابࣰا شَدِیدࣰاۖ قَالُوا۟ مَعۡذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَلَعَلَّهُمۡ یَتَّقُونَ».
تابع إمام وخطيب وزارة الأوقاف، أيضا أن تضييق الأخ على أخته في ظل سماح الأب لذلك أمر مكروه وغير مستحب لأنه قد يوصل الفتاة لحمق كالهروب من المنزل أو الانتحار، لافتًا إلى أن المكروه في الشريعة الإسلامية هو كل ما يؤدي إلى محرم ويمتنع عنه الناس لتجنب الوصول إلى ما حرمه الله.