الجمعة 10 يناير 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لماذا يعذبنا الله على المعاصي وقد كتبها علينا؟ 

مجدي عاشور
دين وفتوى
مجدي عاشور
الخميس 28/نوفمبر/2024 - 01:03 م

تلقى الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية السابق، سؤالًا ورد إليه من أحد المواطنين نصه: لماذا يعذبني الله على المعاصي التي صدرت مني، وقد كتبها علي؟ 
وقال مجدي عاشور عبر منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: خلق الله عز وجل الملائكة مجبولين على الطاعة، ومفطورين عليها ليس لهم وظيفة غيرها، قال سبحانه: إن الذين عند ربك لايستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون.. وقال عز وجل: "وله من في السماوات والأرض ومن عنده لايستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون. يسبحو ن الليل والنهارلا يفترون"، متابعًا: وإنما كانوا كذلك لأنهم مخلوقون بعقل دون شهوة. 

وتابع مجدي عاشور: وخلق الله الحيوانات بشهوة دون عقل، ولذلك رفع عنهم الحساب والمسائلة وخلق الله الإنسان مزودا بالشهوة والعقل معا فمن غلب منهم عقله شهوته فاز وسلم ونجا في دينه ودنياه وحياته وأخراه، وطاول بقامته قامة الملائكة الأخيار، والعكس صحيح من غلب منهم شهوته عقله كان من الأخسرين أعمالا وانحطت منزلته عن دركة الحيوانية.  

 لماذا يعذبنا الله على المعاصي وقد كتبها علينا؟ 

وأكمل: إن الله خلق الإنسان وزوده بوسائل كل من الهداية، والضلال وجعل له مساحة من الاختيار بين الأمرين: الهداية أو الضلال فمن اختار الهداية أثيب على هذا الاختيار الإيجابي ومن اختار الغواية عوقب على نتيجة اختياره السلبية، موضحًا: وليست الهداية مفروضة ومقدرة على قوم معينين،كما أن الضلالة ليست من قرعة قوم آخرين، بل الهداية بابها مفتوح لمن اختارها،والضلالة أبوابها مفتحة لمن ولجها ودخلها. 

وأردف مستشار المفتي السابق: قال تعالى: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، فجعل للعبد مشيئة واختيارا في أحد الأمرين: الإسلام أو الكفر، وقال تعالى: (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفور) أي باختياره ومشيئته، وقال العليم القدير: (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير)، وتدبر السياق القرآني (فمنكم كافر ومنكم مؤمن) ولم يقل المولى مثلا: فجعلنا بعضكم مؤمنين وبعضكم كافرين بل نسب الإيمان إلى من اختاره، والكفر كذلك نسبه إلى صاحبه الذي اختاره.  

وأوضح: وفي النهاية قال الله عز وجل في سورة البلد (وهديناه النجدين) وفي سورة الشمس (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)، أي زودها بوسائل الفجور،كما زودها بالوسائل الموصلة إلى التقوى، فمن اختار طريق الهداية زاده الله منها قال تعالى: (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى) وقال سبحانه: (والذين اهتدوا زادهم هدى)، وإذا اختار العبد طريق الغواية والضلال زاده الله ضلالا على ضلاله قال تعالى: (قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا)، وختام الاستدلال من كلام الرحمن في القرآن: (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى). 

تابع مواقعنا