علماء فلك يفسرون سبب ظهور نجم عملاق أكبر من الشمس بـ150 مرة
أصيب علماء الفلك بالحيرة، بعد رصدهم لنجم عملاق بحجم استثنائي بين 60 إلى 150 مرة كتلة الشمس، ورغم أنه تم التنبؤ بذلك من الناحية النظرية في السابق، فهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ملاحظته في الممارسة العملية، وفقًا لما نشر في صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ويحدث هذا الحدث الكوني النادر فقط مع النجوم.
رصد نجم عملاق
وقال باحثون، إن تأكيد وجود النجوم المتضخمة، يعد خطوة كبيرة في فهم كيفية عمل النجوم الضخمة وكيف شكلت الكون، وفي دراستهم، وثق الفريق عملية تسمى عدم استقرار الزوج النبضي PPI، حيث تطور النجوم الضخمة أنوية ساخنة للغاية تتقلص وتتوسع بسرعة في السنوات أو الأيام الأخيرة من حياتها، وفي كل مرة ينبض فيها النجم، فإنه يقذف مادة غلافية تؤدي إلى تجريد النجم الأساسي، ويمكن أن تصطدم هذه القذائف ببعضها البعض، مما يؤدي إلى إنشاء انفجارات مكثفة من الضوء.
وقالت الدكتورة شارلوت أنجوس، المؤلفة الرئيسية للدراسة من مركز أبحاث الفيزياء الفلكية بجامعة كوينز، إن تصادمات القذائف كانت أضعف بكثير من انفجار المستعر الأعظم النهائي، وهو ما يعني أنه لم يكن من الممكن في السابق تأكيد النظرية.
وأوضحت: في ديسمبر 2020، حددنا مستعرًا أعظم جديدًا ساطعًا، يُسمى الآن SN2020acct، في مجرة حلزونية قريبة تسمى NGC 2981، واختفى الضوء المنبعث من SN2020acct بسرعة كبيرة، ولكن بعد ذلك في فبراير 2021، رأينا الضوء قادمًا من نفس منطقة المجرة مرة أخرى، وهذا أمر غير معتاد للغاية لأن المستعرات الأعظمية لا تظهر مرة أخرى في العادة.
واستخدم الفريق تلسكوبات في هاواي وتشيلي وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة لتتبع المستعر الأعظم، ووجد الباحثون أن المرة الأولى التي ظهر فيها النجم كانت نتيجة لضوئه الناتج عن تصادم قذائف بطيئة الحركة من المواد بالقرب من النجم، وعندما ظهر للمرة الثانية، كان يتوسع بسرعة أكبر بكثير، مما يشير إلى أن قلب النجم انفجر وهذا الأمر نهاية حياته.
وثم استخدم علماء الفيزياء الفلكية النمذجة للتأكد من أن الوهج الأول كان مثالًا على PPI، وقالوا إن النجم كان حجمه حوالي 150 ضعف كتلة الشمس، وخضع لسلسلة من النبضات الشديدة في الأيام الخمسين الأخيرة قبل انفجاره.
وقال الدكتور مات نيكول من مركز الأبحاث الأمريكي بجامعة كوينز: لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن النجوم الضخمة، ولكن تأكيد عدم استقرار الزوج النبضي كشيء حقيقي يعد خطوة كبيرة إلى الأمام في المعرفة والفهم الأعمق لهذه الأحداث الكونية المذهلة.
