أمثال قديمة لها أصل تاريخي.. نصها من الجاهلية وأخرى قصتها مضحكة
كثيرا ما نسمع أمثال قديمة تعبر عن حالة معينة، ولكننا لا نركز في أصل هذه الأمثال وكيف دخلت إلى التراث الشعبي المصري، وهل هي عربية أم لا، ومتى أول مرة تقال فيها؟، فكلها أسئلة لن تدور إلا في ذهن من يرغب في فهم كل كلمة يسمعها، وعبر القاهرة 24 نستعرض أصل وحكاية أمثال قديمة انتشرت بين المصريين كالنار في الهشيم.
أمثال قديمة
تنتشر عدة أمثال قديمة بين المصريين لها أصول تاريخية، فبعضها عربي أصيل، وأخرى دخيلة من ثقافة مختلفة، وقد تأكد بعضها بروايات تاريخية موثقة، فيما دارت أقاويل غير مؤكدة عن أصل بعض الأمثال الأخرى.
هل فكرت من أين أتى المثل الشهير الحيطان ليها ودان، أو عصفور في اليد؟، هل ترغب في معرفة معنى اللي اختشوا ماتوا، أو دخول الحمام مش زي خروجه؟، كلها أمثال قديمة متداولة نشرح قصتها فيما يلي:
- الحيطان ليها ودان
يعود أصل هذا المثل إلى وزير بريطاني ضمن حكومة عهد الملكة كاثرين، ملكة بريطانيا، والتي كانت تضع أدوات تنصت خاصة على حوائط القاعات والمطابخ حتى تسمع ما يتناقله العامة والخدم، لذلك كثيرا ما كان يقول الوزير البريطاني أنيدبلايتون جملة للحيطان آذان كتحذير لغيره.
- عصفور في الإيد أحسن من عشرة على الشجرة
يقال في أصل هذا المثل العديد من الروايات، أحداها أن شخصًا تمكن من اصطياد عصفور وأمسكه بيده، وهو في الطريق وجد مجمعة عصافير على شجرة، ففكر بطمع وأراد أن يربط العصفور أسفل الشجرة كي يتمكن من اصطياد العصافير الأخرى، فطار العصفور، وعندما حاول صعود الشجرة طارت جميع العصافير.
- لا ناقة لي فيها ولا جمل
يعود هذا المثل التاريخي، إلى الحارث بن عباد، حيث رفض المشاركة في حرب البسوس التي وقعت بين تغلب وربيعة، والتي نشبت بين القبيلتين بعد أن قتل كليبًا ناقة البسوس، فقام جساسٌ لقتل جمل كليب، لكنَّه قتل كليبًا نفسه، فلما دعي ابن عباد إلى الحرب رأى أنها حرب غير محقة لا لطرف الزير سالم أخو كليب المقتول ولا لطرف مرَّة ابن ربيعة والد جساس القاتل، فأبى النزول وقال: "لا ناقتي فيها ولا جملي"، ثم تداول العرب المثل حتى أصبح لا ناقة لي فيها ولا جمل.

- بيننا ما صنع الحداد
قد يقال هذا المثل خطأ "بينا مصانع الحداد" ولكن الصواب ما صنع الحداد، وقيل أن أصل هذا المثل يعود إلى رجل "، ولعلك تسأل نفسك: ما هو هذا الشيء الذي صنعه الحدَاد وتم استخدامه للتعبير عن الخلاف والضغينة؟ قيل أنَه السَيْف، أي أنَ الحدَاد يصنع السيوف وبذلك عندما يقول الشخص أنه بينه وبينك هذا السيف أي أنَ النزاع بينكما قد وصل إلى درجة القتال بالسيف.
- دخول الحمام مش زي خروجه
يُروى أن أصل هذا المثل تركي، حيث كان رجل يملك حمام تركي، وضع يافطة على واجهة الحمام مكتوب عليها أن الدخول مجاني، ويدخل الزبائن تاركين ملابسهم ومتعلقاتهم عند الدخول، ولكن يتفاجؤون عند الخروج بمطالبتهم بأموال مقابل الخدمة، وعندما يعترض أحدهم يقول له صاحب الحمام أن دخول الحمام ليس كالخروج منه.
- يا بخت من كان النقيبُ خالَه
ورد هذا المثل عن العرب، فقد كانت من عادتهم أن يطلبوا خادمًا عند الزواج يقوم بخدمة الزوجين لمدة أربعين يومًا، ويطلقون عليه لقب النقيب، وتم ربط دور النقيب بالخال لأنه أقرب من يهتم بأبناء أخوته، لذلك انتشر المثل دلالة على الاهتمام.
- امسك الخشب
أشهر مثل يُنسب للأقباط المصريين، حيث يقال أن الإمبراطور الروماني قسطنطين، وضع صليبًا كبيرًا من الخشب في كنيسة قسطنطينية، من أجل أن يلمسه الراغبين في درأ الحسد والحماية من الشر. كما قيل أنه مثل وثني، حيث كان عبدة الأصنام يعتقدون بوجود أرواح طيبة داخل الأشجار، ويتبركون بلمس خشب الأشجار طلبًا لمساعدتهم.
- على راسه ريشة
يُروى أنه في العصور القديمة، كان رجلا قد تعرض لسرقة كل دجاجاته التي يتربح منها، أكثر من مرة، حتى فاض به، فذهب إلى شيخ المسجد يطلب مساعدته في اكتشاف السارق، وفي اليوم التالي وكان جمعة، بعد انقضاء صلاة الجمعة، طلب الشيخ من المصلين عدم مغادرة المسجد، ولجأ لحيلة ذكية، حيث ادعى أن سارق الرجل أتى إلى المسجد وأثر الريش على رأسه، فمسح اللص رأسه بسرعة من بين جميع المصلين فانكشف أمره بسبب غبائه وذكاء الشيخ.
- رجعت ريمة لعادتها القديمة
يعود أصله لمثل "رجعت حليمة لعادتها القديمة"، وهو مثل أصله جاهلي، حيث كانت امرأة شديدة البخل تدعى حليمة، زوجها حاتم الطائي شاعر معروف بشدة كرمه، وقد كانت عندما تطهو الطعام تضع سمنًا قليلًا جدًا أو بدون سمن، فطالبها زوجها بالكرم في وضع السمن حتى يطول عمرها، وبالفعل التزمت لسنوات بزيادة كمية السمن حتى توفى ابنها الذي تحبه كثيرًا، فعادت لطبعها القديم وقللت السمن بشكل ملحوظ التماسًا لتسريع موتها لتلتحق بابنها.
- زي القطط بسبعة أرواح
يُضرب المثل بالقطة لأنها تتعرض للكثير من الحوادث ولكنها لا تموت، مثل أن تقع من مكان عال أو تنجو من حادث سير، لذلك يقال أنها تفقد في كل حادث روح من أرواحها السبعة، ثم حينما تموت، تكون قد انتهت أرواحها.
- القشة التي قصمت ظهر البعير
عُرف بين العرف أن أحد المسافرين كان مسافرًا في الصحراء، وقام بتجهيز مؤنة كبيرة يحتاج لحملها 4 جمال، ووضعها على جمل واحد يملكه، فتحمل الجمل المؤنة، إلا أنه تبقى لديه عتاد صغير جدا بحجم القشة، وبمجرد أن وضعه على الجمل، برك ولم يستطيع السير نهائيًا.
- إللي اختشوا ماتوا
يعرف الكثير أصل هذا المثل، إذ أن حمام تركي للنساء تعرض لحريق هائل، وذلك خلال تحمم النساء عاريات فيه، فخرج بعضهن عاريات للنجاة من الحريق، فيما مات كل من لم يخرجن بأجسادهن العارية خشية أن يراهن الناس، فضُرب بهم المثل في الحياء.
- رجع بخفي حنين
كان هناك رجل يُدعى حنين، يعمل إسكافيًا يجمع الملابس البالية، فترصده أعرابي كان يمتطي حماره، وأعجب بخفيه الذي كان يلبسهما، وعرض عليه شرائه فاختلفا على قيمته، ومن شدة غيظ حنين من الأعرابي، أراد أن يسرق حماره، فألقى نعليه في طريقين مختلفين، ولما مر الأعرابي على واحدة منها، قال ما أشبهه بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته، وترك حماره ليبحث عن الآخر حتى وجده، فكان حنين قد سرق حماره ومشى، فعاد الأعرابي بدون حماره وليس معه إلا خفي حنين.
- اختلط الحابل بالنابل
يعود إلى رجل كان يرعى ماعزًا عشار تسمى بالحابل، وكان يفصلها عن غير العشار وتسمي بالنابل، حتى يتمكن من بيع النابل وترك الحابل ليتربح منها أكثر، ففي يوم اختلط الماعز فاستاء من ذلك الراعي وقال: اختلط الحابل بالنابل.


