صدور ديوان سوق الوقت لـ الشاعر نور الدين نادر
صدر ديوان "سوق الوقت"، لـ الشاعر نور الدين نادر، عن دار فهرس للنشر والتوزيع.
وقال نور الدين نادر عن ديوانه: أضع أمامكم سوقًا غير التي عرفتها، ووقتًا غير الذي أحببت، إلا أني آمنت بكليهما، بعد أن رأيتهما لحظة شك وأجلستهما في مقعد صدق، ثم حملتهما ومشيت إلى حيث لا أعرف، بقدم تسير في الحياة باندفاع وفضول؛ لا لتصل إلى شيء أو يصل إليها شيء، تسير وحسب، وتستعد للضريبة قبل أي شيء.
وتابع: أضع أمامكم ما أستعد به للمحاكمة، بعد أن احتكمت إلى ضميري المشحون بالشعارات، في اللحظة الوحيدة التي لا أكْذب فيها نفسي أو أنافق أحدًا، لحظة الشعر، الشعر الذي أحاوله.
ديوان سوق الوقت ديوان يضم 23 قصيدةً، ويشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025.
وهو الديوان الشعري الثاني لـ نور الدين نادر وهو منقسم لجزئين، الأول بعنوان "سوق الوقت، والثاني بعنوان قصائد تعرف أبطالها، بعد ديوان "لا شيء إلا الفضول" 2021.
ونور الدين نادر شاعر تخرج في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، وفاز بجوائز مصرية عدة، منها: جائزة المجلس الأعلى للثقافة والاتحاد المصري للثقافة، ومسابقة طلعت حرب، ومسابقة جامعة القاهرة المفتوحة للتفكير النقدي-فرع الشعر ومهرجان إبداع بوزارة الشباب والرياضة، "دورة صلاح جاهين"، وترجمت بعض قصائده للفرنسية، ونشرت على مدونة القصيدة دوت كوم.
وفاز نور الدين نادر بالمركز الأول في مسابقة شاعر جامعة القاهرة أربع مرات، وكان مقررًا لجماعة الشعر بكلية دار العلوم ثلاث سنوات متتالية، وتم تكريمه وإهداؤه درع الكلية لتميزه في الشعر، وأعد موقع "نيو تايمز الهولندي" تقريرًا عنه، يتناول فيه مسيرته الشعرية.
وكان نادر أسس ورشة وملتقى بيت الشعر العربي، مركز إبداع الست وسيلة، وانتخب رئيسًا للملتقى، وكان مشرفا بالقسم الثقافي لعدد من الجرائد والمجلات، منها: جريدة الموجز العربي، والكلمة، ومجلة نهار الأدب، وناصية الأدب، ونشرت العديد من قصائده، في عدد من الصحف والمجلات والمواقع المصرية والعربية.
قصيدة يصطاد غرابة من ديوان سوق الوقت
حين غاب الربيع وغاب المغني
وغاب سليم حسنْ
تاه منيَ حبلُ الخريطة
والآن أنظر للشمس
أبحث في حكمة الجوِّ
أبحث في خفقة النيل هذا الصباح
أفتش في ورق الأرض
عن خِفَّةِ الفأس
هل ستلائم رغبة صاحبها مثلما كان؟
أنظرُ للشارع الآن
كيف انحنى
حين حل غرابٌ
وأطبق فوق السحاب بظلمته؟
هل يضيقُ الطريق على قاطعيه؟
الشوارع يابسة دون أقدامها
والهواء غريبٌ إذا لم يمر على رئة
الطيور كذلك تبحث عن أفقٍ واضحٍ
هل نعود إلى البيت؟
عدنا إلى البيت قاطبةً
وتركنا الشوارعَ
والفيضانُ يُجرِّف أسماءَنا في الحصار الممدَّدِ
لم يبق من طيرنا الحر
غيرُ رسوماته في المعابد
والآن أنظرُ في البيت
أبحث في صمت أيقونةٍ
عن دليل لهذا التأمل
والخارجُ الآن ينصب مشنقةً
حول حق المدينة في أمْسِها
الخارجُ الآن يدفنُ في الطينِ فلاحَهُ المُتَمَسِّكَ:
حين يُطوِّق أنشودةً بالعباءة
حين يروج للشكل باسم الحداثة
حين يهدد بالصولجان حفيدَ أنوبيس!
كان الغراب يُشيِّدُ عتْمتَه
وهو لا يعرف الفرقَ بين الحجارة والطوب
لا يعرف الفرق للماء في البئر والجب
لا يفهم الحالَ مثل سليمان
كان غرابًا جديدًا
على حاضر لم يفرِّقْهُ عن جَدِّهِ
صانعِ الدرسِ/
أولِ درسٍ
وهذا الذي ملأَ الشارعَ الآن أغربةً
من سلالته
ثم صَفَّهُمُ كالقرود
ليهدمَ -مقبرةً فوق مقتولِهَا
ربما كان أحمسَ
أو آخرَ النور/
طه حسين-
الغراب الذي يهدمُ الحجرَ
المتبقي من الهرمِ الأُمَمَيِّ
ويبني خراسانةً من طوابق
فوق دماغ أبي الهول
عما قريب
سيوقظ
صائده
والذي
قد
يكون
سليم
حسن!