أمين الفتوى يوضح حكم التسبيح خلال الجلوس مع الآخرين أو مشاهدة التليفزيون
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يمكن للإنسان أن يسبح في أي مكان، حتى وإن كان جالسًا بين الناس أو يشاهد التليفزيون، طالما أن التسبيح يتم بشكل صحيح.
أمين الفتوى يوضح حكم التسبيح خلال الجلوس مع الآخرين أو مشاهدة التليفزيون
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الذكر لا يتطلب التفرغ التام للعبادة، بل يمكن للإنسان أن يذكر الله خلال أنشطته اليومية، مثل الجلوس مع الآخرين أو متابعة شيء على التليفزيون، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الذكر يُعتبر من أفضل أنواع الذكر.
وأضاف: الحديث الشريف يذكر أن الرجل يسبح والناس يخوضون فيما يخوضون فيه، وبالتالي يمكن للإنسان أن يذكر الله خلال وجوده مع الآخرين دون أن يكون ذلك منافيًا للعبادة أو مخالفًا للمفهوم الصحيح لها.
وشدد أمين الفتوى على أن التسبيح في هذه الحالات ليس فقط جائزًا، بل هو عمل ينال عليه العبد الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، كما أنه يساعد في فتح القلب وشرح الصدر، مؤكدا أنه لا يوجد أي حرج في ممارسة الذكر بهذه الطريقة طالما أن الذكر يتم بشكل صحيح.
التدين الحقيقي خلق حسن مع الناس وليس مظاهر
وخلال الحلقة، أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الطبقية الدينية تسببت في شعور الكثير من الناس بأنهم "أراذل" وغير مقبولين في المجتمع بسبب عدم التزامهم بنفس ممارسات الآخرين أو معايير التدين الضيقة التي يضعها البعض.
وأكمل الورداني: هذه الطبقية تجعل الناس يشعرون أن الباب مغلق عليهم لأنهم لا يبدون مثل البعض في مظاهر التدين، رغم أنهم قد يكونون قريبين من الله من خلال أعمالهم الطيبة.
وأشار أمين الفتوى إلى أن مفهوم العبادة يجب أن يكون أوسع وأشمل، موضحًا أن العبادة لا تقتصر فقط على الصلاة والصوم، بل تشمل جميع الأعمال الصالحة، بما في ذلك الابتسامة، والكلمة الطيبة، والسعي على العيال، والعمل الصالح.
وأضاف: سيدنا سفيان الثوري قال: عليك بجهاد الأبطال، والكسب الحلال، والسعي على العيال، وهذه كلها من أصناف العبادة.
وأردف: نحن بحاجة لتوسيع مفهوم العبادة في حياتنا اليومية، وأن نتجنب التحيز أو الحكم على الآخرين بناءً على مظهرهم أو درجة تدينهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن العبادات ليست في شكليات الصلاة فقط، بل في كيفية تعاملنا مع الناس وكل ما نقوم به من خير.
وأكد الورداني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان دائمًا مثالًا في التعامل مع الجميع باللطف والاحترام، وكان يعامل الجميع سواء كانوا فقراء أو أغنياء، بسطاء أو علماء، بلا تمييز، لافتا إلى أن المؤمن الحقيقي هو من يزداد تواضعًا ويكون محبًا للناس، ولا يجب أن نتصور أن التدين الحقيقي هو في المظاهر، بل في التعامل مع الناس بحب واحترام.