الخميس 16 يناير 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

غزة تنتصر

عبد الغني الحايس
سياسة
عبد الغني الحايس
الخميس 16/يناير/2025 - 03:34 م

غزة تنتصر، لم ترفع الراية البيضاء، ظلت صامدة فى مواجهة حرب الإبادة التى يمارسها العدو الصهيونى، طوال خمسة عشر شهرا منذ بداية السابع من أكتوبر وهي صامدة، رغم الدمار الذى أصاب القطاع وتجاوز شهداؤها خمسون ألفا، والآلاف من المصابيين، والتهجير القسري الذي مارسه العدو الغاشم ظلت صامدة.

برغم الوحشية والهمجية التى أتت على الأخضر واليابس، وجعلت القطاع  أنقاضا كان يعود الغزاويون الى منازلهم المدمرة، والتلاميذ الى مدارسهم المحطمة، لم ترحم آلة القتل الشيوخ والأطفال والنساء، لم تترك مبنى قائما، ولم تفرق بين مسجد وكنيسة، ولا مستشفى، يقتلون من أجل القتل وسفك الدماء.

فى الوقت الذى وقف المجتمع الدولى عاجز لا يملك حتى الشجب والإدانة، خرجت شعوب العالم الحر تنتفض وتصرخ أوقفوا القتل والهمجية.

والعدو الصهيونى مستمر فى حرب الإبادة لم يبالى بقرارات أممية ولا نداء منظماته الدولية، لم يسمع صرخات الأحرار العالم، وصم اذنية بعد ان صار وحشا بلا قلب ولا انسانية، والغزاويين يقسمون لن نترك الأرض ولن نفرط فى العرض وسنموت وندفن هاهنا. 

طالت ألة الدمار والقتل كل شىء على أرض القطاع، كل لحظة كان اعداد الشهداء فى ازدياد، اسر كاملة تم استهدافها، وكل الأحياء ضحايا

كانوا  الصمت الدولى، ضحايا الحكومات اللا إنسانية، ضحايا الولايات المتحدة الأمريكية التى كانت ترعى ألة القتل والهمجية.

كانوا ضحايا المنظمات الدولية العاجزة، ضحايا عنترية العدو وعدم التزامه ولا احترامه للقانون الدولى والإنسانى والحقوقى.

سيكتب التاريخ صفحتين أحداهما سوداء لمن ساعد وايد الصهاينة فى غدرهم ووحشيتهم، وستظل مشاهد الدمار نصب اعينهم تطاردهم فى احلامهم، ودماء الفلسطنيين وارواح الضحايا تصرخ فى عقولهم، فقد انتزعت انسانيتهم وفقدوا ادميتهم برعايتهم لعمليات القتل.

وصفحة بيضاء ناصعة لشعب أبى وفى لأرضه، متشبس بترابها، مقاوم فى استبسال وشجاعة، مدافعا بروحه ودمائه عن وطنة، لم يرهبهم القتل والدمار الذى يحيطهم، لم ينحنوا للجوع والعطش والمرض، لم يفرطوا برغم قسوة برد الشتاء وتعرض اطفالهم للموت، ولم تفتر عزائمهم خذلان شعوبهم العربية، فلم ترضيهم عبارات الشجب والإدانة، لم يخافوا زئير الطائرات، ولم يرهبهم صوت المدافع والرصاص، لم يبكوا تدمير البيوت والمدارس والمستشفيات، لم يزعنوا الى التهجير القصرى، كانوا دائما يعودون الى بيوتهم المدمرة، والتصق التلاميذ بمدارسهم المحطمة، وصلوا  لله امام كنائسهم مساجدهم المهدمة، أقاموا الخيام ولم يبالوا، بل فتحوا صدورهم العارية للموت على أرضهم، يدفنون فى ترابها.

حاول العدو ومن يسانده على مدار شهور كسر عزائمهم ولم يستطع، اليوم يذعن العدو على وقف الحرب والوصول الى اتفاق وقف اطلاق النار بوساطة مصرية قطرية – أمريكية.


وبمجرد الإعلان عن الاتفاق وموافقة الأطراف على بنوده، والذى سيصبح ساريا من يوم الأحد القادم، بعد مصادقة الكابينت والحكومة الإسرائيلية، تنفس أهل القطاع الصعداء، وانتشرت الأفراح والزغاريد، وامتلأ القطاع بالبهجة والسعادة، انتصرنا ولم نستسلم، مازالت رايتنا مرفوعة لم تنكس.

 

فتحية من القلب إلى الشعب الفلسطينى البطل الأبي المغوار، تحية الى روح الشهداء، تحية إلى كل من ساند ويساند القضية الفلسطينية، تحية لكل من وقف وصرخ مدافعا عن الفلسطنيين من احرار العالم. 

نعلم أن قضيتنا عادلة وسنصل الى دولتنا الفلسطينية شاء من شاء وابى من ابى، وان عدتم عدنا وستجدوننا أقوى من ذى قبل، فالمفتاح دائما فى أيدينا جيلا بعد جيل.

تابع مواقعنا