السبت 18 يناير 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

هزيمة كاملة.. نهاية حرب غزة تفجر تسونامي سياسي يهز إسرائيل ويزعزع نتنياهو

بن جفير ونتنياهو
سياسة
بن جفير ونتنياهو
الجمعة 17/يناير/2025 - 07:20 م

جاء اتفاق وقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة، بعد 467 يوما من الحرب والعدوان والمطامع الإسرائيلية في القطاع، وسط حديث عن أزمة كبيرة تهدد الداخل الإسرائيلي ـ سمته الاختلاف والانشقاق ـ بسبب هذا الاتفاق، الذين يرونه رغم ما خلفوه من دمار هائل وأرواح الآلاف من الشهداء الأبرياء أنه انتصارًا لحماس.

ويعيش المجتمع الإسرائيلي أزمات داخلية حادة، حتى قبل الـ 7 من أكتوبر، فكانت هناك أزمة الإصلاحات القضائية التي أثارتها حكومة نتنياهو وتسببت في صراع داخلي كبير واحتجاجات عارمة، حتى جاءت حرب غزة لتخطف الأضواء، وتمثلت الأزمة التالية في تأثير عملية طوفان الأقصى وملف المحتجزين الذين تحتجزهم حركة حماس، واحتجاج أهاليهم ضد نتنياهو وحكومته.

وبعد أكثر من عام من المفاوضات الشاقة جاء إعلان اتفاق وقف الحرب في غزة يوم 15 يناير الجاري بين جيش الاحتلال وحماس بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ليفتح باب جديد من النزاع والصراع الداخلي في تل أبيب، حيث وصفه الإسرائيليين بـ تسونامي سياسي وقضائي يهز إسرائيل، فضلا عن الموقف الإقليمي والدولي الرافض لآثار الحرب في غزة، وقضية الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية التي تهدد تل أبيب وقادتها.

خلافات داخلية حادة في إسرائيل

يحكم إسرائيل ائتلاف يضم اليمين واليمين المتطرف، بقيادة بنيامين نتنياهو، ومعه وزراء متطرفين على رأسهم إيتمار بن جفير وزير الأمن القومي، وبتسلئيل سموتريش وزير المالية، وهما يرفضان وقف الحرب في غزة بأي ثمن بزعم ضرورة القضاء على حماس التي تهدد أمن إسرائيل، وحتى فتح باب احتلال غزة مجددا والاستيطان بها.

في المقابل، يقود رئيس وزراء إسرائيل السابق يائير لابيد ـ الذي يصف نفسه بأنه يمثل معسكر الوسط واليسار ـ معارضة ضخمة ضد نتنياهو وحكومته في الكنيست الإسرائيلي، وأعلن تائيده لقرار وقف إطلاق النار في غزة وإعادة المحتجزين، ويدعو لمحاكمة نتنياهو في قضايا الفساد والرشاوى المتهم بها.

الائتلاف الحاكم بإسرائيل في مهب الريح

يمر الائتلاف الحاكم في إسرائيل بأزمة كبيرة قد تدفع نحو تفكيكه، وحل الحكومة، لأن الائتلاف الذي يقوده نتنياهو يضم بن جفير وسموتريش وهما يمثلان كتلة حزبية في الكنيست قد تهدد بانهيار الحكومة في حال الاستقالة منها رفضا لوقف الحرب في غزة، وهذا ما يدفع نحو عقد انتخابات مبكرة وتهديد مستقبل نتنياهو السياسي وفتح باب القضاء أمام محاكمته على مصرعيه.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جفير أجرى محادثات مع مستشاري وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، في محاولة لإقناعه بالاستقالة من الحكومة الإسرائيلية.

في ذات السياق، هدد الوزير الإسرائيلي المتطرف عميحاي شيكلي ممثل قائمة حزب يمينا باستقالته من الحكومة الإسرائيلية، جراء الصفقة التي أعلن عنها الوسطاء يوم الأربعاء من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قائلا: أتعهد بالاستقالة من منصبي إذا انسحبنا من غزة.

تسونامي سياسي وقضائي يهز إسرائيل

أكد الجنرال يديديا يعاري القائد الأسبق لسلاح البحرية الإسرائيلية، والرئيس التنفيذي لشركة رافائيل للصناعات العسكرية، أن إسرائيل أوجدت مشكلة حقيقية لها في المستقبل، ومن المحبط أن ذلك الإنجاز عمل على تضخيم ملحمة المعاناة والبطولة الفلسطينية لأبعاد عالمية، والمقاتلون الجدد الذين تجندهم حماس وحزب الله الآن، سيكبرون على هذا النحو، وإن مجالًا كاملًا من الأدب والسينما في العالم سينمو على أساس هذه الملحمة، ويغير المشاعر التاريخية، ويلقي اللوم على الصهيونية، ويمجد عدالة النضال الفلسطيني.

وأضاف يعاري في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت: التسونامي السياسي ما زال أمامنا، وتبدو غزة الفلسطينية من الجو مثل هيروشيما اليابانية بعد القنبلة أواخر الحرب العالمية الثانية، لقد أصبحت مرة أخرى أكبر مخيم للاجئين في العالم، والمجتمع الدولي لم يستوعب بعد حجم الدمار الذي خلفته الكارثة، وعندما تهدأ الأمور، فإن المقارنات ستنشأ بشكل طبيعي، فيما هجوم حماس في السابع أكتوبر لن تبقى في ذاكرة العالم بعد الآن، لن يهتم أحد بقتلى المستوطنين في غلاف غزة، والمختطفين الذين ماتوا في الأسر، ولا حتى في دمار مستوطنات كريات شمونة والمطلة بالشمال.

واختتم: لن نرى في الفضاء العالمي سوى الحطام في غزة، وقوافل النازحين والأطفال الجوعى، وسيقع اللوم فقط على إسرائيل، ولذلك؛ فقد بدأت القصة في لاهاي للتوّ، وفي مواجهة هذا التسونامي، فإن العمى السياسي المصابة به الدولة، قد يتحول في نهاية المطاف إلى كارثة سياسية، والنصر الكامل سيجلب لنا في النهاية الهزيمة الكاملة.  

تابع مواقعنا