موت وأجور زهيدة.. تقرير يكشف معاناة السجناء المشاركين في إخماد حرائق لوس أنجلوس
لا تزال حرائق مقاطعة لوس أنجلوس الأمريكية، تستحوذ على اهتمامات الرأي العام في الولايات المتحدة وخارجها، كما علقت في الأذهان مشاهد الاعتماد على السجناء لإطفاء الحرائق جنبًا إلى جنب مع رجال الإطفاء
مشاركة السجناء في إطفاء حرائق لوس أنجلوس
سلطت وكالة أسوشيتد برس الضوء على مشاركة السجناء المشاركين في إخماد حرائق لوس أنجلوس، لافتة إلي أنهم يؤدون أعمال خطيرة مقابل أقل من 30 دولار في اليوم.
وفي تضاريس شاقة، ويقطع السجناء، خطوط النار ويزيلون النباتات الجافة في محاولة لمكافحة الحرائق التي دمرت عدة أحياء في لوس أنجلوس، بينما وبمجرد انتهاء الحرائق لن يعودوا إلى عائلاتهم، بل إلى السجن، حيث يقضي بعضهم عقوبات على جرائم مثل القيادة تحت تأثير الكحول والتسبب بإصابات.
وقال أحد السجناء البالغ من العمر 42 عامًا: أردت أن أفعل شيئًا إيجابيًا وأنا هنا، شيئًا يساهم في المجتمع ويجعلني أشعر بتحسن حيال وضعي، ويصلح ما ارتكبته من أخطاء.
وحسب التقرير يعمل أكثر من 1100 نزيل في ظروف صعبة تشمل الرياح العاتية والدخان السام، لمساعدة إدارة كال فاير في مكافحة حرائق إيتون وباليسادز، وهي الأكبر والأكثر تدميرًا بين نحو نصف دزينة من الحرائق التي اندلعت في منطقة لوس أنجلوس خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي نضال من أجل العدالة والأجور، أصبح العديد من هؤلاء السجناء رجال إطفاء لتقليل مدة عقوباتهم، والخروج من حدود السجن، والحصول على تدريب قد يساعدهم في العثور على وظيفة بعد الإفراج عنهم.
لكن البعض يعتقد أن المخاطر التي يتحملونها تستحق أجرًا أفضل، مثل نظرائهم من رجال الإطفاء غير المسجونين، وقال إسحاق برايان، عضو الجمعية التشريعية في كاليفورنيا، الذي قدم مشروع قانون لدفع أجور السجناء المماثلة لأدنى أجور رجال الإطفاء غير المسجونين: نحن دائمًا نتحدث عن الظلم ولكننا لم نعالجه بعد، مضيفًا: أعتقد أنه حان الوقت لنبدأ نقاشًا حول المساواة حتى في ظل الكوارث الطبيعية.
كما يتحمل رجال الإطفاء السجناء معدات يتراوح وزنها بين 45 و65 رطلًا، ويشقون طريقهم لساعات في تضاريس وعرة لقطع الخطوط العازلة ومنع انتشار النيران، فيما يكافحون لإزالة العوائق القابلة للاشتعال.
وقال أحدهم، وهو يقضي عقوبة في معسكر فينر كانيون للأمن الأدنى: نضع أجسادنا تحت ضغوط تفوق ما نعتقد أنها تستطيع تحمله، وندفعها إلى أقصى حدودها.
خطر قاتل وظروف قاسية
وأفادت إدارة كال فاير بأن الحرائق الأخيرة أدت إلى مقتل 27 شخصًا وتدمير أكثر من 12،000 مبنى، وتهجير عشرات الآلاف من السكان، فيما من المتوقع أن تكون من بين الحرائق الأكثر تدميرًا في تاريخ كاليفورنيا.
وأشارت اسوشيتد برس إلي أنه منذ الحرب العالمية الثانية، بدأت كاليفورنيا تدريب السجناء على مكافحة الحرائق، حيث تدير اليوم 35 معسكرًا تدريبيًا بالتعاون مع إدارات الإطفاء، حيث يمكن للسجناء الحصول على شهادة كرجل إطفاء بري.
وفي ذات السياق، تتراوح أجور السجناء من 5.80 إلى 10.24 دولار يوميًا، مع دولار إضافي لكل ساعة أثناء العمل في الحرائق، وبذلك، يتقاضى أقل السجناء أجرًا حوالي 29.80 دولارًا لكل 24 ساعة عمل.
لكن التقرير أشار إلى مخاطر مميتة، حيث ذكرت مجلة سميثسونيان أن 4 سجناء لقوا حتفهم في حوادث تتضمن سقوط صخور وحوادث مناشير، بينما وجدت دراسة أجرتها مجلة تايم عام 2018 أن رجال الإطفاء السجناء أكثر عرضة للإصابات الخطيرة بما يصل إلى أربع مرات مقارنة بالمهنيين.
وقال أحد السجناء المشاركين في إخماد الحرائق: عندما تدرك أنك تفعل شيئًا من أجل الصالح العام، تصبح مستعدًا للتضحية.
دعوات للإصلاح
وقالت بيانكا تيليك، المديرة التنفيذية لمنظمة ورث رايز، أن العمل الذي يؤديه السجناء لا يمكن اعتباره طوعيًا بالكامل، لأن العمل في السجون إلزامي في كاليفورنيا، حيث رفض الناخبون مؤخرًا حظر العمل القسري في السجون، وأكدت أن العمل هو عمل ويجب أن يكون له مقابل.
من جهته، قال سام لويس، المدير التنفيذي لتحالف مكافحة العودة إلى الجريمة، إنه يدعم معسكرات الإطفاء، لكنه يعتقد أن هذه الأزمة أبرزت الحاجة إلى معاملة أكثر عدلًا، مضيفًا أن جهود الحماية التي يقوم بها السجناء تظهر مساهماتهم الكبيرة رغم أخطائهم السابقة.
واختم برايان بالقول: كل من يضحي بحياته لإنقاذ الآخرين هو بطل، سواء كان مسجونًا أم لا، وهذا هو جوهر شخصيته.