دراسة: الالتهاب قد يكون محفزًا بيولوجيًا غير مباشر للاكتئاب
أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة Brain Behavior and Immunity أن الالتهاب قد يلعب دورًا غير مباشر في زيادة خطر الاكتئاب، عبر تأثيره على القدرة على فهم المشاعر الشخصية.
وبحسب ما نشرته صحيفة هندستان تايمز، الاكتئاب هو اضطراب نفسي معقد يتميز بمشاعر قوية من اليأس والحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة سابقًا، وقد يؤدي إلى تهديد الحياة في بعض الحالات إذا لم يتم معالجته بشكل فعال.
التفسير الطبي لضعف الوضوح العاطفي
وأظهرت الدراسة أن ضعف الوضوح العاطفي، وهو القدرة على التعرف على مشاعر الشخص والتعبير عنها بوضوح، يمكن أن يكون عاملًا مسهمًا في الاكتئاب، وقد وجد الباحثون أن الأفراد الذين يعانون من مستويات أعلى من الالتهاب، مثل تلك المرتبطة ببروتين سي التفاعلي وإنترلوكين 6، أظهروا تراجعًا في قدرتهم على فهم مشاعرهم، مما يزيد من احتمالية تعرضهم لأعراض الاكتئاب.
وفي السياق البيولوجي، يعتبر الالتهاب استجابة مناعية للجسم ضد الأمراض والعدوى، لكنه يمكن أن يصبح مشكلة عندما يحدث بشكل مفرط أو مزمن، فيما أن الدراسة أثبتت أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من المؤشرات الالتهابية كانوا أكثر عرضة للتعرض لضعف الوضوح العاطفي، ما يعمق الارتباك العاطفي ويزيد من مخاطر الإصابة بالاكتئاب.
مستويات عالية من الالتهاب
بالإضافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى أن 37% من المشاركين الذين يعانون من انخفاض الوضوح العاطفي ومستويات عالية من الالتهاب كانوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض اكتئاب شديدة في وقت لاحق، وهذا يوضح كيف أن الالتهاب يمكن أن يؤثر بشكل أكبر على الأفراد الذين يجدون صعوبة في التعرف على مشاعرهم والتعبير عنها بشكل واضح.
وتسلط الدراسة الضوء على أهمية تحسين الوضوح العاطفي كآلية وقائية ضد الاكتئاب، حيث يظهر أن فهم الشخص لمشاعره والتعامل معها بشكل صحيح يمكن أن يساعد في تقليل تأثير الالتهاب على الصحة العقلية، وبذلك قد يشكل تحسين الوعي العاطفي أداة مهمة في الوقاية والعلاج من الاكتئاب، ويشير إلى دور جديد للاعتناء بالصحة النفسية يتجاوز فقط العوامل النفسية التقليدية.
