قصة الإسراء والمعراج كاملة.. فرحة بمعجزة إلهية

مع اقتراب ليلة الإسراء والمعراج.. نقدم قصة الاسراء والمعراج، ففي هذه الليلة جبر الله بخاطر النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة زوجته السيدة عائشة رضى الله عنها، وإرسل له سيدنا جبريل عليه السلام، وأسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج إلى السموات السبع.

قصة الاسراء والمعراج

وعن قصة الاسراء والمعراج، تبدأ القصة في العام العاشر من البعثة، عاش الرسول -صلى الله عليه وسلم- واحدة من أصعب المراحل في حياته، حيث فقد اثنين من أقرب الناس إليه؛ عمه أبي طالب، الذي كان يمثل السند الاجتماعي والحامي له من أذى قريش، وزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، التي كانت السند العاطفي والداعم الأول لمسيرته.

هذه الأحداث المتتابعة زادت من معاناة الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ كاشفه المشركون بالمزيد من الأذى والتنكيل بعد رحيل عمه.

وفي محاولة جديدة لدعوة الناس إلى الإسلام، قصد الرسول صلى الله عليه وسلم قبيلة ثقيف بالطائف، لكنه قوبل بالرفض والإهانة، بل أُغري السفهاء برميه بالحجارة حتى سالت دماؤه، وفي لحظة ألمٍ ويأس، دعا بدعائه المشهور:

"اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلاَ أُبَالِي"

معجزة الإسراء والمعراج

وفي ظل هذه الظروف العصيبة، أكرم الله نبيه بمعجزة الإسراء والمعراج، التي بدأت برحلة أرضية من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس على ظهر البراق وهناك، صلى النبي صلى الله عليه وسلم إمامًا بالأنبياء، ثم بدأت الرحلة السماوية، فعندما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماوات، استقبله الأنبياء في كل سماء بالترحيب والدعاء له بالخير:

• في السماء الأولى، التقى آدم عليه السلام.
• في السماء الثانية، التقى عيسى ويحيى عليهما السلام.
• في السماء الثالثة، رأى يوسف عليه السلام.
• في السماء الرابعة، التقى إدريس عليه السلام.
• في السماء الخامسة، التقى هارون عليه السلام.
• في السماء السادسة، التقى موسى عليه السلام.
• في السماء السابعة، التقى إبراهيم عليه السلام

الوصول إلى سدرة المنتهى

في النهاية، وصل الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى سدرة المنتهى، حيث غشيها من جمال الله عز وجل ما لا يصفه بشر، وهناك فرض الله خمسين صلاة على المسلمين في اليوم والليلة، وبناءً على نصيحة موسى عليه السلام، طلب النبي التخفيف عدة مرات حتى جعلها الله خمس صلوات فقط، مع بقاء أجرها مضاعفًا كخمسين.

وفي قول الله سبحانه وتعالى، «سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» سورة الإسراء.

دروس وعبر من الإسراء والمعراج

وعن دروس وعبر من الإسراء والمعراج، فإن هذه الرحلة جاءت لتؤكد للنبي أن الصبر على المحن هو مفتاح النصر، وأن الأمل في الله دائمًا حاضر مهما اشتدت الظروف.

• فرض الصلاة في هذه الرحلة مما يعكس أهميتها كصلة بين العبد وربه، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام.
• اجتماع النبي بالأنبياء في المسجد الأقصى، مما يرمز إلى وحدة الرسالات السماوية في الدعوة إلى التوحيد.
• كما أنها كانت درسًا للبشرية بأن قدرة الله لا حدود لها، وأن الإيمان بمعجزاته هو أساس العقيدة.

الدروس المستفادة من الإسراء والمعراج

أما عن الدروس المستفادة من الإسراء والمعراج، فإنها التقرب إلى الله بالصلاة، حيث تعد الصلاة معراج المؤمن، إذ ترفع روحه وتقربه إلى الله، كما أنها أثبتت مكانة المسجد الأقصى كأحد المساجد الثلاثة التي تُشد إليها الرحال.

وتشير دار الإفتاء المصرية، أن رحلة الإسراء والمعراج حولت ألم النبي في الطائف إلى فرحة بمعجزة إلهية، فإن كل محنة تحمل في طياتها منحة، كما أكدت الرحلة أن النصر والفرج يأتيان من عند الله بعد الصبر والثبات.