أمين البحوث الإسلامية: الإلحاد انحراف عن الفطرة السليمة والأسس العقلية والروحية
عقد جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، اليوم الجمعة، ثاني ندواته بعنوان الفطرة والعقل في مواجهة الإلحاد، حاضر فيها الدكتور محمد الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عمرو شريف الكاتب والمفكر في مجال الإلحاد، وأدار الندوة محمد الديسطي عضو المركز الإعلامي بالأزهر الشريف.
أمين البحوث الإسلامية: الإلحاد انحراف عن الفطرة السليمة
قال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الفطرة هي الميل القلبي الطبيعي الذي يولد مع الإنسان، وهي نزعة صافية أودعها الله في خلقه، موضحًا أن الفطرة التي فطر الناس عليها تتضمن الميل إلى الإيمان بوجود إله عظيم، وهذه الفطرة تتسق مع الأدلة العقلية والتجريبية التي تؤكد على وجود الله.
وأضاف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الإلحاد لا يتماشى مع الفطرة السليمة التي فطرالله الناس عليها، بل هو محاولة للانحراف عن أسسٍ عقلية وروحية تكمن في طبيعة الإنسان، وهي الميل الفطري للبحث عن معنى الحياة والوجود في الإيمان بالله، مؤكدًا أن الدين الإسلامي يقدم دليلًا قويًا على أن عقل الإنسان والفطرة لا يتناقضان مع الإيمان، بل هما متكاملان، ففي الوقت الذي قد يدخل فيه العقل في دوامة من الإنكار، فإن الفطرة تكون دائمًا دافعًا للعودة إلى الصواب وتأكيد ضرورة الإيمان، معتبرًا أن أهم أسباب مشكلة الإلحاد أن بعض الملحدين قد بنوا أفكارهم على مصادرة الأدلة العقلية والتجريبية وتجاهلوا الفطرة الإنسانية التي لا تكذب، والتي تدعو دائمًا إلى الإيمان بوجود إله، ولذلك أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل جزءًا من الهداية التي تصحح هذه الانحرافات الفكرية وتعيد الإنسان إلى فطرته السليمة.
الدكتور عمرو شريف: الإلحاد ليس قضية علمية بل مشكلة نفسية والإيمان بالله يتوافق مع العقل والعلم
من جانبه، أوضح الدكتور عمرو الشريف، الكاتب والمفكر في مجال الإلحاد، أن الوجود الإلهي حقيقة وجودية والتوحيد حقيقة علمية، وأن العلم يثبت الوجود الإلهي ويتعامل مع الغيبيات، مبينًا أن الملاحدة يرفضون الإله الأزلي، مع أنهم يقدسون الطبيعة وهي أزلية وهذا مردود عليهم بنفس حجتهم، مؤكدًا أن الإلحاد ليس قضية علمية بل مشكلة نفسية، وأن إثبات الوجود الإلهي أمر قرآني، حيث وجه الله سبحانه وتعالى إلى التفكر والتذكر والتعقل في كتابه العزيز، مبينًا أن الإيمان عملية قلبية غيبية وليس عقلية، والعلم له منزلة كبيرة وخاصة في الدين الإسلامي، فالإسلام حث عليه ولم يعاديه، بل جعله دليلًا على وجود الله.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.