مستقبل الذكاء الاصطناعي مع ترامب
مع تولي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السلطة، يُطرح تساؤل مهم حول مستقبل الذكاء الاصطناعي AI، وتأثير السياسات الجديدة على هذه الصناعة المزدهرة، إذ يُعد الذكاء الاصطناعي اليوم أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد العالمي والتقدم التكنولوجي، وقرارات السياسة المتعلقة به سيكون لها تأثير كبير على مختلف القطاعات، من الصناعة إلى الأمن القومي.
تتسم سياسات ترامب الاقتصادية بالتركيز على أمريكا أولًا، مما يعني تعزيز الابتكار المحلي وتقليل الاعتماد على القوى الخارجية، من المحتمل أن تشهد الولايات المتحدة استثمارات حكومية أكبر في تطوير الذكاء الاصطناعي المحلي، مع تشجيع الشركات الأمريكية على مواصلة الأبحاث والابتكارات في هذا المجال، وقد نرى أيضًا زيادة في الحوافز الضريبية للشركات التي تركز على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
جدير بالذكر، أن الصين تعد واحدة من أكبر المنافسين للولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، إذا استمرت السياسات التنافسية التي انتهجها ترامب خلال ولايته السابقة، فمن المتوقع أن يكون هناك تركيز أكبر على الحد من النفوذ الصيني في هذا المجال، قد تشمل الإجراءات فرض قيود على التعاون التكنولوجي بين الشركات الأمريكية والصينية، وتشديد الرقابة على نقل التكنولوجيا والبيانات.
هذا وقد أظهرت إدارة ترامب السابقة اهتمامًا كبيرًا بأمن المعلومات والبنية التحتية الرقمية، في حال تطبيق سياسات مشابهة، قد يتم التركيز على استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن القومي والدفاع السيبراني، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة تمويل المشاريع المتعلقة بالتعرف على التهديدات السيبرانية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
هذا وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة هائلة، فإنه يثير مخاوف بشأن الخصوصية، والتحيز، وتأثيره على سوق العمل، من المتوقع أن يتم توجيه تركيز خاص على وضع قوانين وتنظيمات للحد من هذه المخاطر، مع الحفاظ على حرية الابتكار، ومع ذلك قد تتبنى إدارة ترامب نهجًا أقل تنظيمًا لتشجيع الابتكار بشكل أسرع.
ومع تولي ترامب قد تؤدي إلى تغيير الديناميكيات العالمية في تطوير الذكاء الاصطناعي، ومن الممكن أن تؤدي السياسات الأمريكية الأكثر تشددًا إلى خلق منافسة أكبر بين الدول، إذ تحاول كل منها تعزيز مكانتها في هذا المجال، وقد نرى أيضًا شراكات جديدة بين الولايات المتحدة وحلفائها لتعزيز التعاون التكنولوجي ومواجهة النفوذ المتزايد لدول مثل الصين وروسيا.
مستقبل الذكاء الاصطناعي تحت حكم ترامب يعتمد بشكل كبير على السياسات التي ستتبعها إدارته تجاه الابتكار التكنولوجي، والتنظيمات، والعلاقات الدولية، إذا نجحت الولايات المتحدة في تحقيق التوازن بين الابتكار والأمن والتنظيمات، فقد تشهد هذه الصناعة قفزات كبيرة. ولكن، إذا طغت المنافسة السياسية على التعاون العالمي، قد تواجه صناعة الذكاء الاصطناعي تحديات كبيرة على المستوى الدولي.