الأحد 09 مارس 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مصر على المعبر

السبت 01/فبراير/2025 - 04:58 م

توجهنا بالأمس إلى معبر رفح للتعبير عن التضامن الكامل للشعب الفلسطيني، ورفضًا لأي محاولات لتصفية قضيته المشروعة والعادلة في إقامة دولته المستقلة، وإرسال رسالة من جموع المصريين المحتشدين إلى العالم أجمع، أننا لن نفرط في القضية، وأننا لسنا داعمين فقط، إنما نحن أصحاب القضية، وألا مساس بها أو بأمننا القومي، وأن الحل الوحيد هو إقامة الدولة الفلسطينية، والاعتراف بحل الدولتين ليعمَّ السلام في المنطقة.

فالشعب الفلسطيني تعرض إلى حرب إبادة جماعية منذ السابع من أكتوبر، ورغم كل الدمار الشامل والقتل والترويع، ومحاولات العدو أن يجعل من الحياة بأرض القطاع مستحيلة، ظلَّ صامدًا قويا.

وكانت مشاهد العودة إلى منازلهم، ومشاهد تبادل الأسرى للعدو خزيًا وعارًا للصهاينة ومن يساندهم، وانتصارا للمقاومة الباسلة.

وعلى الجانب الآخر، يأتي ترامب الموالي للعدو الصهيوني، القابع على الكرسي في المكتب البيضاوي، الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارته بها خلال ولايته الأولى، والمتبني صفقة القرن لحلِّ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في توجه أحادي، خرج علينا في بداية ولايته الثانية كعادته بترهات مُثيرة للجدل، ليعلن عن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم ونقلهم إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، والتي لاقت رفضا تاما من البلدين قيادة وشعبا.

 فقد أعلن الرئيس السيسي بقوة وصلابة رفضه تلك التصريحات التي عبرت عن جموع شعبنا الأبي، كما كانت تصريحات وبيان وزارة الخارجية المصرية معبرا عن كل مصري.

وليسمع العالم وترامب أن مصر قيادة وشعبا ترفض التهجير بأشكاله كافة، ومتمسكة بثوابت ومحددات التسوية للقضية الفلسطينية، ولن تتنازل عن دعمها وصولًا لإقامة دولتها الحرة المستقلة.

 لذا كانت تصريحات الرئيس السيسي بردًا وسلامًا على المصريين، وجاءت مُعبرة عن الشعب المصري، الذي سارع مؤيدا لها، في تظاهرات شعبية، مؤكدين أن الشعب خلف قيادته دائما وأبدا.

فخرج الشعب المصري بمختلف أطيافه يزحف على معبر رفح، على قلب رجلٍ واحد، يهتفون القضية قضيتنا وفلسطين للفلسطينيين، ولن نسمح أبدا بتصفية القضية، ويهتفون: يسقط يسقط مشروع التهجير.

وعلى المشككين في الموقف المصري، والذين يبثون الشائعات، أن يعلموا أننا نحن أصحاب القضية وما قدمته مصر للفلسطينيين على مدار عقود، يذكره التاريخ بحروف من نور، ولا ينكره إلا جاحد، فالصورة أمس كانت على معبر رفح معبرة، عِشتُ شخصيا أجواءً من الفرح وأنا أشاهد جموع شعبنا بكل أطيافه وأحزابه السياسية على اختلاف إيديولوجياتها، حتى النقابات والمؤسسات والشخصيات العامة، جاء الجميع من كل بقاع المحروسة، ليرسموا لوحة رائعة، مؤكدين أننا ضدّ الشائعات والافتراءات التي تنال وحدتنا، وأن ثوابتنا راسخة لا تتبدل تجاه قضيتنا الفلسطينية؛ لأنها تمثِّل عقيدتنا الوطنية.

على المستوى الشخصي كان قلبي مبتهجًا وأنا على معبر رفح، فكل الوجوه تعرفها من ملامحها، بروحها الطيبة المتسامحة، مصريون غارقون في حب الوطن، تصافحت مع الشيخ الكبير الذي جاء من البحيرة ليؤكد لي اشتياقه إلى الأرض التي حارب من أجلها، كدت أُقَبِل يديه إجلالا وتعظيما، ربَّت على كتفي، وقال لي: الأرض زي العرض، فلا تفرطوا فيما رويناه بدمائنا.

دخلت وسط الحشود أهتف بقلبي قبل لساني، راجيا أن يحفظ الله وحدتنا ورباطنا، فهذا الشعب الذي خرج ليؤكد وحدته وتضامنه ومساندته لقيادته السياسية، ورفضه المساس بأمننا القومي، وإصراره على أن يتفاعل مع قضاياه المصيرية وجميع شؤونه، هو شعب لا ينكسر أبدا. 

كما يعلنون في رسالة واضحة قبل اجتماع ترامب الثلاثاء المقبل مع المجرم الصهيوني، أننا لا نخاف الموت ولا نخضع لتهديدات اقتصادية كانت أو عسكرية، وأننا ندعم دولتنا وقيادتنا السياسة، مهما كانت النتائج والتبعيات لموقفنا الحر النزيه، وأن هُويتنا وعقيدتنا الراسخة، ومسؤولياتنا التاريخية والإنسانية لن يتزحزح أو يتبدل عن نصرة شعبنا الفلسطيني. 

كما نطالب المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته برفض تجاوزات ترامب والعدو الصهيوني، ومساندة الشعب الأعزل وصولا إلى حلِّ الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، والإسراع في عملية إعادة الإعمار بالقطاع.

كما نُطالب العالم العربي والإسلامي بالكف عن الشجب والإدانة، والإعلان عن موقف يكتب لهم في التاريخ أنهم نصروا الشعب الفلسطيني، وأنصفوا قضيته العادلة، معلنين رفضهم لكل تجاوزات ترامب والعدو الصهيوني، والتصدي لوقف كل مخططاتهم لتصفية القضية.

عاش كفاح الشعب الفلسطيني الأبي.

تابع مواقعنا