هل التعرض للتنمر في مرحلة الطفولة يدمر الصحة العقلية مدى الحياة؟.. استشاري يوضح

يعتبر التنمر في مرحلة الطفولة ليس مجرد مرحلة عابرة، بل قد يكون له آثار مدى الحياة على الصحة العقلية، ما يؤدي إلى الاكتئاب والقلق وانخفاض احترام الذات، ويحذر الخبراء من أن التدخل المبكر أمر بالغ الأهمية لمنع الضرر على المدى الطويل، والتعرف على العلامات يمكن أن يساعد الضحايا في طلب الدعم، وكسر دائرة الضيق العاطفي.
وأوضح الدكتور جوراف جوبتا، استشاري الصحة النفسية بالهند، أن التنمر له آثار عميقة الجذور على الصحة العقلية، واحترام الذات، والرفاهية العامة، حيث يعطل التطور العاطفي والنفسي للطفل، ويمكن أن تستمر الصدمة لسنوات، مما يؤثر على ثقته بنفسه وعلاقاته وحتى صحته الجسدية.
العواقب العاطفية والنفسية
وقال الدكتور جوراف جوبتا: الأطفال الذين يتعرضون للتنمر هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب وحتى اضطراب ما بعد الصدمة، ويمكن أن يؤدي الخوف المستمر والإذلال والشعور بالوحدة إلى شعور الأطفال باليأس، ما يؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد في احترام الذات، ويبدأ الطفل الذي يتعرض للتنمر في استيعاب الرسائل السلبية، ما قد يؤدي إلى الشك الذاتي والانسحاب الاجتماعي وصعوبة تكوين علاقات صحية في مرحلة البلوغ.
وأضاف الدكتور جوراف جوبتا، استشاري الصحة النفسية: يتأثر الأداء الأكاديمي أيضًا، وغالبًا ما يفقد الطفل الذي يتعرض للتنمر الدافع، ويواجه صعوبة في التركيز، ويتجنب المشاركة في الأنشطة المدرسية، ويصاب العديد من الأطفال الذين تعرضوا للتنمر بالقلق الاجتماعي، مما يجعل التفاعلات اليومية مرهقة، وفي الحالات الشديدة، قد يرفضون الذهاب إلى المدرسة تمامًا.
واختتم الدكتور جوراف جوبتا: التنمر ليس مجرد تصرفات سلبية نبعة من الأطفال، بل له آثار حقيقية ودائمة، سواء كان الطفل يعاني من التنمر أو يشهده، فإن اتخاذ الإجراءات في وقت مبكر يمكن أن يمنع الضرر الطويل الأمد، وخاصة أنه يؤثر على الصحة العقلية والجسدية، ويجب أن نخلق بيئة يشعر فيها الأطفال بالأمان والتقدير والتمكين للتحدث.