في ذكرى ميلاده.. كيف أصبح المنتصر بالله نجمًا رغم قلة البطولات؟
تحل اليوم الجمعة ذكرى ميلاد الفنان الراحل المنتصر بالله، أحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر والوطن العربي، والذي تميز بخفة ظله وأدائه الفريد الذي جعل أعماله محفورة في ذاكرة الجمهور.
ذكرى ميلاد المنتصر بالله
أبدع المنتصر بالله في تقديم أدوار متنوعة في السينما والتليفزيون والمسرح، واستطاع بأسلوبه المميز أن يرسم البهجة على وجوه المشاهدين لعقود من الزمن، ورغم رحيله، فإن إرثه الفني ما زال حاضرًا، شاهدًا على موهبة نادرة وروح مرحة لم تعرف طريقها إلى النسيان.
درس المنتصر بالله الفنون المسرحية وسرعان ما لفت الأنظار بموهبته الفريدة التي مهدت له الطريق للمشاركة في العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية.
وبدأ في السبعينيات، إذ شارك في أعمال تليفزيونية حققت نجاحًا كبيرًا، ثم انتقل إلى المسرح والسينما ليؤكد موهبته في تقديم الأدوار الكوميدية الممزوجة بالذكاء وخفة الروح.
أبرز أعماله
وقدم المنتصر بالله خلال مسيرته الفنية العديد من الأعمال التي أصبحت علامات بارزة في تاريخ الكوميديا المصرية، منها: يا رب ولد، التخشيبة، الرجل الذي عطس، ومن الأعمال الدرامية التي قدمها: أرابيسك، شارع المواردي، أولاد بس.
وتميز المنتصر بالله بأداء الشخصيات الكوميدية بطريقة طبيعية، بعيدًا عن المبالغة، ما جعله محبوبًا من الجمهور على مدار عقود.
ورغم أن المنتصر بالله لم يحقق الكثير من البطولات المطلقة، إلا أنه نجح في أن يصبح نجمًا بفضل عدة عوامل مميزة في أسلوبه الفني، جعلته يترك بصمة واضحة في كل عمل شارك فيه.
وكان المنتصر بالله يتمتع بقدرة استثنائية على جذب انتباه الجمهور، حتى في الأدوار الثانوية، فحضوره القوي جعل المشاهد يتوقعه في كل مشهد يظهر فيه، مما زاد من شعبيته.
على الرغم من كونه نجمًا كوميديًا، لم يحصر نفسه في نوع واحد من الشخصيات، إذ قدم أدوارًا متنوعة، منها الكوميديان الطيب، الشرير الساخر، الصديق المخلص، وحتى الأدوار الدرامية التي تحمل لمسات فكاهية.
التعاون مع كبار النجوم والمخرجين
شارك المنتصر بالله في أعمال مع كبار الفنانين مثل: عادل إمام، فؤاد المهندس، سمير غانم وغيرهم، مما ساعده على الانتشار، كما تعامل مع مخرجين كبار منحوه أدوارًا مؤثرة رغم صغر حجمها.
استطاع أن يخطف الأضواء حتى وإن كان دوره صغيرًا، إذ ترك بصمة في كل مشهد ظهر فيه، وجعل الجمهور يتذكره لأدواره وليس فقط لعدد الأعمال التي قدمها.
ظل المنتصر بالله محبوبًا من الجمهور لأكثر من ثلاثة عقود، واستطاع أن يحافظ على شعبيته رغم ابتعاده لفترات بسبب المرض، مما يدل على قوة تأثيره الفني.
التحديات الصحية والرحيل
تعرض الفنان المنتصر بالله لأزمة صحية كبيرة في بداية الألفية الثانية، إذ أصيب بجلطة دماغية أثرت على حركته، لكنه لم يفقد روح الدعابة، واستمر في الظهور على وسائل الإعلام بروحه المفعمة بالأمل، وظل عاشقًا للفن حتى أيامه الأخيرة، إلى أن توفي في 26 سبتمبر عام 2020، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا خالدًا.
إرثه وتأثيره
رغم رحيله، لا يزال المنتصر بالله حاضرًا بأعماله التي تضحك الملايين، كان فنانًا يمتلك قدرة نادرة على إضفاء البهجة بروح خفيفة وقريبة من القلب، وهو ما جعله من أكثر نجوم الكوميديا تأثيرًا في جيله والأجيال اللاحقة.
