كان يستعد لزفافه على العيد.. الآلاف بالأقصر يشيعون جثمان ضحية الغاز بالمنوفية
شيَّع الآلاف من أهالي قرية الروافعة التابعة لمركز البياضية، شمال شرق مدينة الأقصر، جثمان الشاب محمد صلاح محمد، الذي لقي مصرعه مختنقًا إثر تسرّب غاز أثناء عمله في محافظة المنوفية.
وداع مؤلم وسط دموع الأهالي
احتشد الأهالي رجالًا ونساءً وأطفالًا، عند مدخل القرية في انتظار وصول جثمان الشاب محمد، البالغ من العمر 28 عامًا.
وما إن وصلت السيارة التي تقل جثمانه، حتى علا صوت البكاء والنحيب، مما دفع إمام المسجد إلى تهدئة المشيعين عبر مكبر الصوت بالدعوة إلى الصلاة على النبي.
المسجد يضيق بالمصلين والجثمان يُصلى عليه بالخارج
توافد المشيعون بأعداد غفيرة إلى المسجد، الذي لم يسع الحشود الضخمة، ما اضطر الأهالي إلى أداء صلاة الجنازة على الجثمان في الساحة الخارجية وسط أجواء حزينة عمَّت القرية التي اتشحت بالسواد.
كان يستعد للزفاف.. حلم لم يكتمل
يقول الحاج محمد، أحد أهالي القرية، لـ القاهرة 24: محمد كان شابًا خلوقًا، محبوبًا من الجميع، وكان يستعد لزفافه بعد شهر رمضان المقبل، لكنه رحل قبل أن يحقق حلمه. كان العائل الوحيد لوالدته وأخيه الأصغر بعد وفاة والده منذ شهور قليلة.
آخر كلماته على فيسبوك.. رسالة وداع مؤثرة
قبل وفاته بأيام، كتب محمد على صفحته بموقع فيسبوك: أعمار الشباب أصبحت تنتهي سريعًا، فاللهم إن كنتُ لاحقًا بهم قريبًا فخذني نقيًا تائبًا.
كلمات تحولت إلى رسالة وداع مؤثرة، تداولها أصدقاؤه وأقاربه بحزن شديد.
تفاصيل الحادث المأساوي
ولقي محمد وثلاثة من زملائه مصرعهم إثر تسرّب غاز في المنوفية، وكشفت المعاينة الأولية أن الحادث وقع نتيجة تسرب غاز من شعلة سخان المياه داخل الشقة التي كانوا يقيمون بها.
كان محمد وزملاؤه يعملون لدى إحدى شركات المقاولات بموقع في الكيلو 74 بوادي النطرون، ويقيمون في شقة مشتركة بمدينة السادات، وعندما تأخروا عن النزول للعمل، حاول زملاؤهم الاتصال بهم دون استجابة، ليصعدوا إلى الشقة ويجدوا تسربًا كبيرًا للغاز. تم نقل اثنين إلى المستشفى في محاولة لإنقاذهما، لكنها باءت بالفشل.
وقد باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق في الواقعة، فيما تولت جهات التحقيق المختصة متابعة الإجراءات القانونية اللازمة.
