تحركات مكثفة في القاهرة.. وفد من حماس وآخر إسرائيلي يبحثان تفاصيل الصفقة

يتوقع أن تشهد العاصمة المصرية القاهرة حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا، مع وصول وفد من حركة حماس لبحث مقترح يتعلق بإطلاق سراح الأسرى، تزامنًا مع زيارة سريعة لوفد إسرائيلي.
هذه التحركات تعكس تسارع الجهود للوصول إلى اتفاق شامل برعاية مصرية، في ظل تعقيدات سياسية وأمنية تفرض نفسها على المشهد؛ خاصة بعد تجدد العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.
موقف حماس
وفقًا لمصادر رفيعة في حركة حماس، فإن الوفد الذي سيصل إلى القاهرة يحمل توجيهات واضحة بشأن آلية التعامل مع أي عرض جديد يتعلق بملف الأسرى.
وأكدت المصادر أن الحركة أبلغت الوسطاء بأنها مستعدة للرد على أي مقترح يتضمن إطلاق سراح الأسرى، شرط أن يكون ذلك ضمن إطار المرحلة الثانية من الصفقة.
هذا الموقف يعكس استراتيجية حماس القائمة على التدرج في تنفيذ الاتفاق، لضمان التزام الجانب الإسرائيلي بالشروط المتفق عليها.
التحرك الإسرائيلي
في المقابل، كشفت مصادر أن وفدًا إسرائيليًا أجرى زيارة قصيرة إلى القاهرة مؤخرا، دون أن يتم الكشف عن تفاصيل المباحثات التي أجراها، غير أن تزامن الزيارة مع محادثات وفد حماس يوحي بأن هناك جهودًا جدية للوصول إلى صيغة توافقية.
التحرك الإسرائيلي المفاجئ قد يشير إلى تغير في الموقف الإسرائيلي، أو محاولة لتقديم عرض جديد يتماشى مع شروط حماس، خاصة مع الضغوط الداخلية التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية بشأن ملف الأسرى.
تحديات الاتفاق
رغم من النشاط الدبلوماسي- الأمني المكثف، فإن عدة تحديات تظل ماثلة أمام فرص نجاح الاتفاق. أولها مسألة ترتيب مراحل تنفيذ الصفقة، حيث تصر حماس على تنفيذها على مراحل مع ضمانات واضحة، فيما تسعى إسرائيل لتحقيق أكبر قدر من المكاسب الأمنية والسياسية من خلال الصفقة.
ثانيًا، هناك ضغوط من عائلات الأسرى الإسرائيليين التي تطالب بتسريع المفاوضات، مقابل موقف متشدد من بعض الأوساط السياسية الإسرائيلية الرافضة لتقديم تنازلات كبيرة.
سيناريوهات المستقبل
في حال نجاح الجهود المصرية في تقريب وجهات النظر بين الطرفين، فإن المرحلة المقبلة قد تشهد اتفاقًا أوليًا يشمل إطلاق سراح دفعة من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين لدى حماس، إلا أن استمرار الخلاف حول ترتيب مراحل التنفيذ وآلية الضمانات قد يعرقل التوصل إلى اتفاق كامل.
إذا ما تم تجاوز العقبات الراهنة، فإن الصفقة قد تفتح الباب أمام تهدئة أوسع في قطاع غزة، وربما تسهم في تحريك الجمود السياسي بين الطرفين، أما في حال تعثر المفاوضات، فإن استمرار التصعيد العسكري يبقى خيارًا مطروحًا، خاصة في ظل استمرار الضغوط الداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو.
الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار هذه المفاوضات، وسط ترقب إقليمي ودولي لنتائج هذه التحركات.