ملائكة على الأرض
• مع الوقت وكل ما الواحد بيمر بتجارب بيكتشف أكتر مدى أهمية دعوة والدتك ليك ربنا يوقفلك ولاد الحلال.. الجملة اللي بتشوف بيها كل أم ببصيرتها وبقلبها إن خير ضناها كله في إنه يكون متحاوط بولاد الحلال في كل خطاويه.. لما تفكر في الموضوع هتكتشف إن فعلًا محدش عايز أكتر من كده!.. يظهرلي ابن أو بنت حلال في كل مرحلة أنا محتاج فيها حد منهم يكون في حياتي.. بمناسبة الدعوة دي وبمناسبة شهر رمضان الكريم عمري ما بقدر أنسى موقفين حصلوا في سنة واحدة من 4 سنين ويمكن في يومين متتاليين كمان، الموقفين مش معايا لكن كان ليا حظ إني أعرفهم من خلال أصدقاء صحفيين.
الموقف الأول في 2021 وقبل ميعاد الفطار بدقايق وأثناء ما فريق الجراحة في المعهد القومي للقلب بيستعدوا عشان يفطروا مع بعض لأول مرة فوجيء الكل بدخول سيدة مسيحية لقسم الطواريء وهى بتعاني من انسداد في الصمام الميترالي نتيجة الحمل وجرعات غير منتظمة من أدوية السيولة، وحالتها محتاجة تدخل سريع، الكل ساب اللي في إيده من أول الاستشاريين ولحد الأخصائيين بإجمالي 9 دكاترة اتحركوا عشان ينقذوا حياتها.. المشكلة إن الحالة كانت محتاجة تبرع بكيس دم فورًا، وهنا قرر وبدون تفكير الدكتور الشاب أحمد الشاذلي أخصائي التخدير في المعهد القومي للقلب إنه يتبرع بالدم ليها رغم صيامه وكل اللي كان شاغله بدون النظر لأي حاجة هو إنه يعمل اللي عليه عشان حياة الحالة.
بيقول الدكتور أحمد في حوار صحفي معاه: ده الطبيعي اللي أي دكتور بيعمله، وجوزها كان مستغرب واتفاجأ من موقفنا وإن طاقم العمل كله بيجري وقت الفطار ومش متوقع اللي عملناه مع إن ده عادي، بعد التبرع رجع الدكتور أحمد عشان يشارك مع باقي أساتذته وزمايله في العملية وفضلوا واقفين على رجليهم حوالي 7 ساعات لحد الساعة 1 بالليل لحد ما المهمة تمت الحمد لله ولحد ما اتطمنوا على الحالة ودخلت العناية المركزة بعد العملية، أول لقمة تدخل في بوقهم كلهم كانت الساعة 1 بالليل، موقف إنساني محترم بيثبت إن فيه ملايكة عايشين وسطنا على الأرض.
• الموقف الثاني كان في 2021 برضه لما الدكتور أحمد عبدالحليم أخصائي المسالك البولية في مستشفى بنها في محافظة القليوبية وقبل أذان المغرب بثواني فوجئ هو وباقي أطباء المستشفى بطفل صغير أهله شايلينه وجاي في حالة حرجة جدًا وبينزف بسبب وجود جرح قطعي في منطقة حساسة من جسمه، في المواقف اللي زي دي بيكون التركيز والقرار الصح هما أساس محاولة إنقاذ الحالة، عشان كده وبدون تفكير وقبل حتى ما ياخد شوية ميه يكسر بيهم صيامه قرر الدكتور أحمد إنه يتصرف، وبدأ فورًا في تخييط الجرح للطفل بمنتهى الدقة.. استمر قد إيه؟.. ساعة ونص كاملين قدر فيهم يوقف النزيف ويخيط الجرح وينقذ حياة ومستقبل طفل صغير، الدكتور أحمد بيقول في حوار مع الصحفي أنس سعد: لقيت إن الحالة متحولة من مستشفى القناطر، ولما شوفت الجرح كان صعب جدًا وماقدرتش أستنى، وكنت شاكك إن الموضوع ينجح، ورفضت إن أفطر لحد ما أخلص الخياطة، الدكاترة استغربوا من نجاح العملية، لأن الموضوع كان دقيق جدًا، والحمدلله قدرت أنجح فيها.
• اللُطف الرباني هو طوق النجاة في أصعب المواقف.. وارد أذية البشر ليك تبقى لحظة، بس الأكيد إنك متحاوط بـ لُطف ربنا معظم الوقت، لُطفه بيظهرلك في وقوف ولاد الحلال جنبك في اللحظة الأهم اللي أنت محتاج فيها تدّخل غير عادي، لُطفه بيظهرلك لما بتكون الدنيا مقفلة معاك من كل اتجاه فتلاقيها اتحلت ماتعرفش إزاى ولا منين، لُطفه بيظهر لغيرك في شخصك لما بتلاقي نفسك لا إراديًا بتراعي اللي قدامك سواء بـ تصرف هو يحسه كبير رغم إنه ممكن يكون فعليًا ماكلفكش حاجة، أو بـ كلمة عملت أثر عند الطرف التاني لما سمعها.. من هنا بتكتشف أهمية دعوة ربنا يوقفلك ولاد الحلال اللي استجابة ربنا ليها معناها إنك بقيت مشمول بلُطفه، وعطفه.