وزير الأوقاف: نسعى للخروج بأعمال وثائقية عن الرموز الدينية في مصر.. وسنطوّر مساجد آل البيت بجميع المحافظات| حوار
حوار│ هدير أبو العلا
- نسعى للتعاون مع الفنانين والمبدعين لنشر القيم الإيجابية
- ندعم الأعمال الدرامية التاريخية بشرط
- التبرع للمساجد عبر الحسابات البنكية فقط.. وهذا سبب إلغاء صناديق التبرعات
- 700 واعظة بالوزارة ونسعى لزيادة العدد عبر برامج تدريبية متخصصة
- خطة شاملة لتطوير مساجد آل البيت في كافة المحافظات
- استراتيجية من 4 محاور لمواجهة التطرف والإلحاد
تتبنى وزارة الأوقاف استراتيجية متعددة الجوانب، بشقيها الدعوي والإداري، بهدف الارتقاء بمنظومة الدعوة في أنحاء الجمهورية، فيما تظل أسئلة عديدة تدور في ذهن المواطن حول مواقف وبرامج الوزارة وخططها، وهو ما لم يبخل وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري في توضيحه بشكل مفصل في حوار مع القاهرة 24.
في حوار دسم يتحدث الدكتور أسامة الأزهري عن ملفات عديدة، من بينها سعي الوزارة للتعاون مع الفنانين والمبدعين لنشر القيم الإيجابية في المجتمع، مع دعم الأعمال الدرامية التاريخية بشرط، كما تطرق إلى آلية التبرع للمساجد بعد إلغاء صناديق التبرعات، وعرَّج على ملف الواعظات اللاتي يصل عددهن لـ700 واعظة بالوزارة حاليا، مع وجود خطط لزيادة العدد، بالإضافة للحديث عن خطة شاملة لتطوير مساجد آل البيت في كافة المحافظات وليس القاهرة فقط، كما شرح الاستراتيجية الشاملة التي ترتكز على 4 محاور لمواجهة التطرف والإلحاد.
وإلى نص الحوار:
- بماذا نصحت الفنان سامح حسين عندما استقبلته بعد برنامج "قطايف"؟
عند استقبالي للفنان سامح حسين بعد تقديمه لبرنامج "قطايف"، أثنيتُ على الجهد المميز الذي بذله في تقديم محتوى هادف يعزز الهوية الثقافية المصرية ويُرسِّخ القيم الإيجابية في المجتمع.
شددتُ على أهمية استمرار هذا النهج في الأعمال الفنية المستقبلية، مؤكدًا أن الفن الواعي يُعد شريكًا رئيسيًا في مسيرة التنوير وبناء الشخصية الوطنية، كما أكدتُ على دعم الوزارة الكامل للفنانين الذين يسعون لتقديم محتوى يساهم في نشر الوعي الصحيح وتعزيز القيم النبيلة في المجتمع.
- بعد تكريم سامح حسين لتأثيره.. هل سنرى تعاونًا مع الفنانين والمبدعين في المرحلة المقبلة؟
تُقدِّر الوزارة دور الفن في نشر القيم المجتمعية الإيجابية، ونحن في وزارة الأوقاف نحرص على التعاون مع الفنانين والمبدعين، إيمانًا منا بدور الفن في نشر القيم النبيلة وتشكيل وعي المجتمع، عندما يتسم العمل الفني بالحس التربوي والأخلاقي، فإنه يصبح وسيلة قوية لتعزيز السلوكيات الإيجابية ومواجهة الأفكار الهدامة.
ونحن نرحب بكل إبداع راقٍ يسهم في بناء الوعي وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ونسعى في المرحلة المقبلة إلى تعزيز هذا التعاون، لإنتاج أعمال فنية هادفة تخدم المجتمع وترسخ القيم الأخلاقية النبيلة.
- هل تشجع وزارتكم الأعمال الدرامية التي تتناول التاريخ الإسلامي؟
نعم، نحن في وزارة الأوقاف نشجع بشدة الأعمال الدرامية التي تتناول التاريخ الإسلامي بشرط أن تكون مبنية على أسس علمية دقيقة وتقدم صورة حقيقية ومُشرِّفة لحضارتنا الإسلامية.. نرى أن هذه الأعمال تساهم في ربط الأجيال الحالية بتراثهم وتاريخهم، وتعمل على تعزيز الهوية والانتماء.. كما نؤمن بأن الفن الهادف يُعتبر وسيلة فعّالة لنشر القيم الإيجابية والتوعية المجتمعية، ونسعى دائمًا للتعاون مع الفنانين والمبدعين لتحقيق هذه الأهداف.
- هل يمكن أن نجد أعمالًا فنية أو وثائقية عن الرموز الدينية في مصر؟
نعم، نؤمن بأهمية تسليط الضوء على الرموز الدينية في مصر من خلال الأعمال الفنية والوثائقية، هذه الأعمال تُسهم في تعريف الأجيال الحالية والقادمة بقاماتنا الدينية وتراثنا الروحي، ونحن في الوزارة ندعم المبادرات التي تهدف إلى إنتاج مثل هذه الأعمال، ونسعى للتعاون مع المؤسسات الفنية والثقافية لتحقيق ذلك، مع التأكيد على ضرورة الدقة والموضوعية في التناول.
- ما هي طرق التبرع للمساجد بعد قرار إلغاء صناديق التبرعات؟
بعد قرار إلغاء صناديق التبرعات في المساجد، تم توفير بدائل آمنة وشفافة للتبرع، ويمكن للمواطنين الراغبين في دعم بيوت الله استخدام الوسائل الإلكترونية المعتمدة من الوزارة، مثل الحسابات البنكية الرسمية، ونؤكد أن هذا القرار يهدف إلى ضمان وصول التبرعات لمستحقيها بشفافية كاملة، ونشجع الجميع على الاستمرار في دعم المساجد عبر هذه القنوات الموثوقة.
- كيف ستتعامل وزارتكم هذا العام مع ظاهرة صلاة الرجال بجانب النساء في العيد.. وما هي القرارات الجديدة التي ستتخذونها في هذا الأمر؟
نحن ملتزمون بضمان إقامة صلاة العيد وفق الضوابط الشرعية التي تحافظ على قدسية الشعائر، فقد تم تخصيص آلاف الساحات لصلاة عيد الفطر، مع التأكيد على الفصل بين الرجال والنساء في أماكن الصلاة، مع وجود حواجز أو فواصل عند الضرورة، وهذا الترتيب يعكس الالتزام بالآداب العامة التي دعت إليها الشريعة، ونشدد على أهمية اتباع هذه الضوابط لضمان صحة الصلاة وتجنب أي مخالفات شرعية.
- ما خطة الوزارة لتعزيز دور وحضور الواعظات بالوزارة؟
تُولي الوزارة اهتمامًا كبيرًا بتعزيز دور الواعظات في نشر الوعي الديني الوسطي.. فقد وصل عددهن إلى أكثر من 700 واعظة، ونسعى لزيادة هذا العدد وتوفير برامج تدريبية متخصصة لهن، بهدف تمكينهن من أداء دورهن بفعالية في المجتمع.
- هل يمكن أن تطلعنا على نتائج مشروع صكوك الإطعام؟
يُعد مشروع صكوك الإطعام من المبادرات المهمة التي تنفذها وزارة الأوقاف بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، بهدف تعزيز قيم التكافل الاجتماعي وتقديم الدعم للأسر الأولى بالرعاية في مختلف محافظات الجمهورية.
وفي إطار هذا المشروع، تم توزيع كميات كبيرة من اللحوم والمواد الغذائية على المستحقين، مما يعكس التزام الوزارة بدورها المجتمعي. كما تم تخصيص جزء من هذه الجهود لدعم أهلنا في غزة، تأكيدًا على التضامن مع الأشقاء، وتستمر الوزارة في تنفيذ هذه المبادرات لتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير حياة كريمة للمواطنين.
- ما الجديد في ملف تطوير مساجد آل البيت.. وهل ستشمل يد التطوير المساجد الموجودة في المحافظات المختلفة وليس في القاهرة فقط؟
تُولي وزارة الأوقاف المصرية اهتمامًا كبيرًا بتطوير مساجد آل البيت في مختلف أنحاء الجمهورية، وذلك بهدف إبراز التراث الإسلامي العريق والحفاظ عليه، وفي هذا السياق، تم تطوير مسجد الإمام الحسين، ومسجد السيدة زينب، ومؤخرًا مسجد السيدة نفيسة، حيث افتُتحت المرحلة الثانية من تطويره بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتؤكد الوزارة أن هذه الجهود مستمرة لتشمل مساجد آل البيت في مختلف المحافظات، وليس في القاهرة فقط، وذلك في إطار خطة شاملة لتطوير وترميم بيوت الله.
- ما هي خطة الأوقاف في مواجهة الفكر المتطرف والإلحاد؟
تتبنى وزارة الأوقاف استراتيجية شاملة ترتكز على أربعة محاور رئيسية:
مواجهة التطرف الديني: من خلال التصدي الفكري الجاد لمفاهيم الفكر المتطرف، ومحاربة جميع أشكال الإرهاب والتطرف والتكفير والعنف، وتفكيك منطلقات وأفكار هذه التيارات.
مواجهة التطرف اللاديني: الذي يتمثل في تراجع القيم والأخلاق، مثل الإلحاد والإدمان والانتحار والتنمر والتحرش والزيادة السكانية وارتفاع معدلات الطلاق وفقدان الثقة، وذلك عبر مواجهة شاملة لكل مظاهر التراجع القيمي والأخلاقي.
بناء الإنسان: من خلال تشكيل شخصية الإنسان ليكون قويًا، مولعًا بالعلم، شغوفًا بالعمران، واسع الأفق، وطنيًا منتميًا، ومقدمًا للخير للإنسانية، ليكون إنسانًا سعيدًا يقدم النفع للناس، وذلك بالانطلاق من خلال المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان".
صناعة الحضارة: عبر الابتكار في العلوم، والمساهمة في مجالات الذكاء الاصطناعي، واستكشاف الفضاء، وابتكار النظريات والحلول العلمية لعلاج أزمات الإنسان، والإجابة عن الأسئلة الحائرة.
إضافة إلى ذلك، تعمل الوزارة على تنفيذ خطة عمل لمكافحة التطرف والإلحاد، بالتعاون مع وزارات ومؤسسات أخرى، لمتابعة الظواهر المستجدة ووضع استراتيجيات لمواجهتها.
- إلى أين وصلت مبادرة عودة الكتاتيب؟
في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بدراسة مبادرة عودة الكتاتيب، أطلقت وزارة الأوقاف هذه المبادرة بهدف إحياء دور الكتاتيب في تعليم القرآن الكريم بأسلوب تربوي سليم، وتوفير بيئة تعليمية متكاملة تدعم القيم الأخلاقية والدينية، حيث تهدف المبادرة إلى بناء الشخصية المصرية على أسس راسخة من الأخلاق الرفيعة، والفهم العميق لمعاني الدين، والانتماء الصادق للوطن. تسعى الوزارة إلى تحقيق ذلك من خلال إنشاء الكتاتيب في القرى والأرياف، حيث يكون في كل قرية رئيسية كُتّاب، ثم يتم التوسع إلى بقية القرى بالتنسيق مع مؤسسات الدولة.
وتشمل المبادرة نوعين من الكتاتيب: الكتاتيب الواقعية التي تُقام في أماكن محددة مثل ملحقات المساجد، والكتاتيب الافتراضية عبر وسائل التواصل الحديثة، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الراغبين في تعلم القرآن الكريم.
ومن خلال هذه الجهود، تسعى وزارة الأوقاف إلى إعادة إحياء دور الكتاتيب كصروح تعليمية وتربوية تزرع القيم النبيلة، وتحفظ الهوية، وتبني الإنسان المصري على أسس من الفهم الصحيح للدين والانتماء للوطن.
- ما هي أولويات وزارة الأوقاف في ظل قيادتكم الجديدة؟
تركز وزارة الأوقاف على عدة أولويات لتعزيز دورها في المجتمع: تطوير العمل الدعوي: نسعى إلى تقديم العلم النافع والمحتوى الهادف لنشر الوعي الديني الصحيح، مع التركيز على مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.
تأهيل الأئمة والواعظات: نعمل على تطوير برامج تدريبية متقدمة لتأهيل الأئمة والواعظات، بما يتناسب مع احتياجات المجتمع وتطلعات الشباب، لضمان تقديم رسالة دعوية مؤثرة وفعّالة.
إدارة أموال الوقف: نهدف إلى تحسين وحسن إدارة أموال الوقف، من خلال استثمارات مدروسة تساهم في تنمية الموارد المالية للوزارة، بما يخدم المشروعات الدعوية والخدمية.
التعاون مع المؤسسات الدينية: نسعى لتعزيز التعاون مع الأزهر الشريف وباقي المؤسسات الدينية، لتحقيق التكامل في نشر القيم الدينية الصحيحة ومواجهة الأفكار المتطرفة.
إعمار المساجد: نهتم بإعمار المساجد وتوفير كل الإمكانات اللازمة لضمان أداء رسالتها على أكمل وجه، مع التركيز على تهيئة بيئة مناسبة للمصلين.
هذه الأولويات تأتي في إطار سعينا لتعزيز دور الوزارة في بناء المجتمع وتحصين الأفراد من الأفكار السلبية، والعمل على نشر قيم التسامح والاعتدال.
