تقاليد شم النسيم عبر العصور.. رحلة في تاريخ الاحتفال المصري

يُعَدّ شم النسيم من أقدم الأعياد التي احتفل بها المصريون، حيث يمتد تاريخه إلى حوالي 2700 قبل الميلاد خلال العصور الفرعونية، كان يُعرف آنذاك باسم شمو، وهو مهرجان يرمز إلى تجدد الحياة وبداية الربيع، استمر هذا التقليد عبر العصور، متكيفًا مع التغيرات الثقافية والدينية، لكنه حافظ على جوهره كعيد يجمع المصريين للاحتفال بالطبيعة والحياة.
مظاهر الاحتفال بـ شم النسيم
وحسب ما نشرته صحيفة الـ بي بي سي، احتوى احتفال شم النسيم على مجموعة من الأطعمة ذات الدلالات الرمزية:
- البيض الملون: يرمز إلى خلق الحياة والتجدد، كان المصريون القدماء ينقشون أمنياتهم على البيض ويضعونه في سلال من سعف النخيل، معتقدين بتحققها عند شروق الشمس.
- السمك المملح (الفسيخ): يرتبط بتقديس نهر النيل كمصدر للحياة. برع المصريون في تمليح الأسماك واعتبروها جزءًا أساسيًا من احتفالاتهم.
- البصل: استخدم لطرد الأرواح الشريرة والأمراض، خاصة بعد قصة شفاء أحد أبناء الملوك باستخدامه، مما جعله رمزًا للصحة والحماية.
- الخس: قُدّم كقربان للإله مين، إله الخصوبة، وكان يُعتقد أنه يمنح القوة والخصوبة.
- الحمص الأخضر (الملانة): يرمز إلى الخصوبة وتجدد الحياة، وكان يُتناول احتفالًا بقدوم الربيع.
تطور الاحتفال عبر العصور
مع دخول المسيحية إلى مصر، ارتبط شم النسيم بعيد القيامة، حيث يأتي الاحتفال به في اليوم التالي لعيد القيامة المسيحي الشرقي، وعلى الرغم من التغيرات الدينية، ظل العيد محتفظًا بطابعه الشعبي والوطني، يحتفل به المصريون من مختلف الديانات.
وبعد الفتح الإسلامي لمصر، استمر المصريون المسلمون في الاحتفال بشم النسيم، مما يدل على تجذره في الثقافة المصرية كعيد قومي يتجاوز الحدود الدينية.
وفي العصر الحديث، يخرج المصريون في شم النسيم إلى المتنزهات والحدائق، حاملين معهم الأطعمة التقليدية، يستمتعون بالهواء الطلق وتلوين البيض، في مظهر يعكس استمرار التقاليد القديمة وتوارثها عبر الأجيال.
يظل شم النسيم شاهدًا على التراث الثقافي المصري الغني، حيث تتلاقى فيه العادات القديمة مع الممارسات الحديثة، محتفلًا بالحياة وتجددها في كل عام.