عايدة فهمي: أحمد العوضي نجم قوي والدراما المفروض تقدم قيم مجتمعنا الحقيقية ولا تركز على البلطجة | حوار

تُعد الفنانة عايدة فهمي واحدة من الأسماء التي فرضت نفسها بقوة على الساحة الفنية بموهبتها الصادقة وأدائها المميز، حيث بدأت رحلتها الفنية من المسرح، وقدمت أعمالًا تركت بصمة قوية، قبل أن تتألق في الدراما التلفزيونية بأدوار متنوعة، تميزت فيها بقدرتها على تجسيد الشخصيات المركبة بحرفية عالية.
وفي رمضان 2025، أبهرت الجمهور بدورها في فهد البطل، حيث قدمت شخصية الأم التي تواجه صراعات إنسانية معقدة وناقشت قضايا اجتماعية حساسة، كما حققت نجاحًا كبيرًا بمشاركتها في مسلسل حكيم باشا، الذي أشاد به الجمهور والنقاد.
وفي هذا الحوار، فتحت عايدة فهمي قلبها لـ القاهرة 24، كاشفة كواليس أعمالها الأخيرة، وتحدثت عن رؤيتها لأدوار الأم، وموقفها من التبني، ورأيها في المحتوى الدرامي الذي يُقدم خلال شهر رمضان، إلى جانب طموحاتها السينمائية ورغبتها في العودة إلى الشاشة الكبيرة.
-في البداية.. ما الذي جذبك للمشاركة في مسلسل فهد البطل؟
العمل ككل مميز وكبير، وسبق وتعاونت مع أحمد العوضي في مسلسل حق عرب، وكان العمل معه ممتعًا، لذلك عندما عُرض عليا الدور فرحت جدًا، ووافقت دون تردد.
- حدثينا عن مشهد المواجهة عندما قال لكِ أحمد العوضي أنتِ مش أمي؟
كان من أصعب المشاهد، لأن الحقيقة أنني وزوجي في المسلسل من ربناه، وهو يعلم ذلك جيدًا، المشهد كان قاسيًا، لكن لاحقًا يدرك فهد خطأه ويصالحنا، ونحن نقدّر غضبه وما مر به من أزمات.
- المسلسل مليء بالأحداث القوية مثل مرض راوية ومشهد تعرضها للاغتصاب وإخفاء الأمر عن والديها بالتبني.. كيف شاهدت تلك المشاهد؟
مشهد مرض راوية واغتصابها كان من أصعب المشاهد، لأنني على المستوى الإنساني متعاطفة معها جدًا، أنا أحبها في الواقع، وفي المشاهد التي كانت فيها متألمة كنت احتضنها بصدق، وكأنها ابنتي فعلًا.
- ما رأيكِ في أداء كارولين عزمي في فهد البطل وتطورها الفني؟
قلت لها إنها يجب أن تحمل عملًا بمفردها، لأنها نضجت فنيًا وهي ممثلة مجتهدة وموهوبة جدًا، وملتزمة في عملها، تذاكر جيدًا، وتحرص على تقديم الأفضل، وهذا يظهر على الشاشة بوضوح، نجاحها لم يأت من فراغ، فهي موجودة قبل الجميع في التصوير، وهذا من أسرار نجاحها.
- هل صلاح الأبناء مرتبط بالإنجاب أم بالتربية.. وهل التبني يستحق المخاوف المثارة بشأنه؟
بالطبع، الأبناء الحقيقيين ليسوا بالضرورة صالحين، والعكس صحيح، هناك أبناء يولدون لآباء بيولوجيين لكنهم يواجهون سوء معاملة أو انحرافا أخلاقيًا، في النهاية التربية هي الأساس.
- ما رأيك في مسلسل حكيم باشا؟
أنا فخورة بمشاركتي فيه، وهو عمل محترم ومهم ولا يحتوي على أي مشاهد جارحة، هناك الكثير من الأعمال المحترمة، فلماذا نركز فقط على الأعمال التي تعرض الجوانب السلبية للمجتمع؟
- هل كان لديك أي تردد في تقديم أدوار الأم والشخصيات الكبيرة في السن؟
لم أفكر بهذه الطريقة أبدًا، لا أمانع في أن أظهر بشعري الأبيض، لأن الشخصية تتطلب ذلك، عندما أقدم دور والدة أحمد العوضي لا يمكن أن أصبغ شعري.. فلكل مقام مقال.
-تشاركين في هذا السباق الرمضاني في أكثر من عمل.. كيف تفصلين بين الشخصيات التي تقدميها؟
الأمر يعتمد على الخبرة وتوجيهات المخرج.. ويمكن أن نصور أكثر من عمل في يوم واحد، لكن بفضل الخبرة أصبحنا قادرين على الفصل بين الشخصيات بسلاسة.
- كيف توفقين بين العمل والأسرة؟
لسنا في حالة تصوير طوال السنة، هناك موسم رئيسي، وبعده يكون لدينا وقت للراحة والاستمتاع مع العائلة، هذا العمل هو شغفي وحبي، وفي نفس الوقت مصدر رزقي، لذا أعتبره نعمة من الله.
- لماذا لا نشاهدك في السينما؟
لا أعلم السبب، فلم تُعرض علي أدوار سينمائية حتى الآن، رغم أنني أتمنى أن يكون لي رصيد في السينما، كنت منشغلة بالمسرح لسنوات طويلة، لكنني عدت للدراما، وأتمنى العودة للسينما قريبًا.
- هل تستشيرين ابنك في أعمالك؟
أحيانًا، وهو دائمًا ينصحني بأن اختار الأدوار التي تليق بي.. ويرى أن بعض الأدوار ليست مناسبة لي، لكنني اعتبر أنني في مرحلة إثبات نفسي بعد فترة غياب، لذا لا أرفض أي عمل جيد.
- هل ابنك لديه اهتمامات فنية؟
لا.. هو رجل أعمال وبعيد تمامًا عن الفن.
- إذا نصحك بعدم قبول دور معين.. هل تأخذين برأيه؟
بالطبع استمع لرأيه لأنه ابني، لكنني أيضًا اهتم برأي الشباب من جيله لمعرفة ما يناسبهم، أحيانًا أصرّح ببعض الأمور في الإعلام فيخبرني أن هذه التصريحات قد لا تكون مناسبة لجيله، لذا أقدّر رأيه وأحاول أن أوازن الأمور.
- ما الأعمال التي تابعتيها في رمضان؟
لم أتمكن من متابعة الكثير، لكن شاهدت لام شمسية، حسبة عمري، وفهد البطل، وبعد رمضان سأتابع باقي الأعمال.
- هناك من يرى أن بعض الأعمال لا يجب عرضها في رمضان.. هل توافقين على ذلك؟
المحتوى الجيد لا يرتبط فقط برمضان، بل يجب أن يكون مناسبًا لقيمنا ومبادئنا في أي وقت، لا يجب التركيز فقط على الجوانب السلبية من المجتمع مثل البلطجة والمخدرات، لأن لدينا قصص كثيرة تستحق التناول، وأعمال مثل لام شمسية وحسبة عمري لم يتحدث أحد عنها بسوء، لأنها قدمت قيمة حقيقية.