الإثنين 31 مارس 2025
المشرف العام
محمود المملوك
المشرف العام
محمود المملوك
رئيس التحرير
مروان قراعة

إبراهيم الدراوي يرثي صديقه الصدوق والخل الوفي العمدة هشام طبيلة

الكاتب الصحفي إبراهيم
الكاتب الصحفي إبراهيم الدراوي مع الراحل

بقلوب يعتصرها الألم، وعيون تفيض بالدمع، أكتب هذه الكلمات في وداع رجل من أنبل وأشرف الرجال، رجل لم يكن مجرد عمدة لقريتنا “كفر الحاج عمر”، بل كان رمزًا للحكمة والعدل، وقاضيًا عربيًا أصيلًا يأخذ حق المظلوم بغير حاجة إلى أقسام شرطة أو نيابات أو محاكم. رحل العمدة هشام طبيلة، لكنه ترك إرثًا من الحب والوفاء والعدل لن يمحوه الزمن، فقد كان رجلًا استثنائيًا في كل شيء.

وفاة العمدة هشام طبيلة

العمدة هشام طبيلة لم يكن عمدةً بالاسم أو المنصب فقط، بل كان عمدةً بحكمته وعقله الراجح وقلبه الكبير. رغم أنه تخرج من كلية التربية الرياضية بجامعة الزقازيق، إلا أن موهبته الحقيقية كانت في حل النزاعات، وكان قانونيًا بارعًا بالفطرة، قادرًا على تفكيك ألغاز أي قضية مهما استعصت على الجميع. كان يملك قدرة فريدة على تحقيق العدل، بحيث يخرج الجميع من مجلسه راضين، فلا غالب ولا مغلوب، بل حلول تُرضي الجميع بروح طيبة ونفوس صافية.

<strong alt=العمدة هشام طبيلة" width="512" height="517">العمدة هشام طبيلة">
العمدة هشام طبيلة

ترك التدريس الجامعي رغم مكانته العلمية من أجل التفرغ لخدمة قريته وأهلها، فكان الأب والأخ والصديق لكل من عرفه. كان يملك ذكاءً حادًا وسرعة بديهة استثنائية، وكان قريبًا من الجميع بلا تفرقة بين متعلم أو أمي، بين كبير أو صغير. من يجلس معه يشعر وكأنه أقرب الناس إليه، فقد كان يعرف كيف يحتوي الجميع بحكمته ورجاحة عقله.

لقد فقدت قريتنا رجلًا من طراز نادر، رجلًا لا يعوض، كان نبراسًا للحق والعدل، وصوتًا للحكمة والعقل. لم يكن فقط صديقي، بل كان أخًا ورفيقًا وخلًا وفيًا، عاش كريمًا رحيمًا محبًا للناس، ورحل تاركًا في قلوبنا ألمًا لن يزول.

رحمك الله يا دكتور هشام، وأسكنك فسيح جناته، وجزاك خيرًا على كل ما قدمت، وعزاؤنا الوحيد أنك ستبقى خالدًا في قلوبنا وذاكرتنا، ما دام العدل يُطلب، والحق يُنصف، والحكمة تُحترم.