الأربعاء 02 أبريل 2025
Дніпро
11°C
Похмуро
2.7 м/с
74%
758 мм рт. ст.
23:00
11°C
00:00
11°C
01:00
10°C
02:00
10°C
03:00
10°C
04:00
10°C
05:00
10°C
06:00
9°C
07:00
9°C
08:00
10°C
09:00
11°C
10:00
12°C
11:00
14°C
12:00
15°C
13:00
16°C
14:00
17°C
15:00
17°C
16:00
17°C
17:00
17°C
18:00
16°C
19:00
14°C
20:00
12°C
21:00
11°C
22:00
10°C
23:00
9°C
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
عاجل

العيد بين فرحة اللقاء وألم الاغتراب

السبت 29/مارس/2025 - 08:51 م

يأتي العيد كأنشودة للفرح، يحمل معه عبق الرحمة وروحانيات الأيام الماضية، فيضيء القلوب بسحر اللقاء ويمنح النفوس راحة العطاء، تشرق شمس العيد، فتتعانق الأجواء مع ضحكات الأطفال التي تُزهر كالأزهار، تُرتدى الملابس الجديدة، كأنها رمزٌ لتجديد الحياة، وتتعانق القلوب في عفوية اللقاء، فيصبح كل شيء في هذا اليوم احتفالًا بالحب والوئام. 

لكن وسط هذا البهاء، يطل طيف من الحزن يلامس القلوب المغتربة، تلك القلوب التي دفعتها الأقدار بعيدًا عن أحضان الوطن، حيث يتحول العيد إلى فرحة ناقصة، يتخللها إحساس عميق بالغربة. كيف يبدو العيد حين يفقد دفء دعاء الأم في الصباح أو ضجيج الإخوة حول مائدة الإفطار؟ كيف له أن يكون مكتملًا بينما تقف وسط غرباء، دون أصوات التكبيرات التي ألفتها أذناك، ودون تلك الشوارع التي تحفظ خطواتك وذكرياتك؟

وفي سياق الحديث عن مصر تحديدًا، تلك الأرض التي تنبض أعيادها بروح خاصة ومذاق مميز، يبدو العيد في الغربة أشد وطأة فمصر، بطقوسها الفريدة، تكاد تكتب قصيدة خاصة لكل عيد، تكبيرات العيد التي تتردد في مآذن القاهرة، وجموع المصلين التي تتدفق إلى الساحات الممتلئة بروحانية الفجر الأول.

تلك اللحظات التي تتخللها ضحكات الأطفال وهم يتسابقون في ارتداء أجمل الملابس، وصخب الأزقة التي تحتضن أسواق الحلوى والكعك برائحة تختلط مع ذكريات كل بيت مصري. 

يصبح غياب هذه الأجواء في الغربة أشبه بفقدان قطعة من الذات، لا يمكن للشاشات أن تنقل حرارة العناق بين أفراد العائلة، ولا يمكن لأي مدينة أخرى أن تحمل هواءً يحمل عبق الكعك الذي يعبق شوارع مصر، إن العيد في مصر ليس مجرد مناسبة، بل هو دفء العائلة، صوت الأمهات وهن يُعددن أطباق الإفطار، نداء الجيران وهم يدعون بعضهم لتناول الحلويات، وصوت المآذن الذي يُعلن عن بدء يوم يحتفل بالحياة نفسها. 

إننا في الغربة، نحاول تعويض هذا الغياب، ولكن يبقى لعيد مصر طابعه الفريد الذي لا يمكن استنساخه، إن تلك المشاعر التي يحياها المغترب، تجعل من العيد درسًا في قيمة الوطن، وشوقًا لا ينطفئ لعودة تلك اللحظات، وذكرى تنبض في القلب مع كل تكبيرة عيد. 

فيا أيها العيد، أقبل دائمًا بجمال روحك، وامنح لكل مغترب أمل اللقاء، ولكل مصري بعيد عن وطنه شعورًا بأن العيد، مهما كانت المسافات، سيظل ينبض في القلوب حتى يوم اللقاء الموعود.

تابع مواقعنا