هل يجوز الجمع بين قضاء رمضان وصيام الست البيض؟
هل يجوز الجمع بين قضاء رمضان وصيام الست البيض؟
الدكتور حسن اليداك ـ أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: الإنسان لو حصل له عذر خلال شهر رمضان فهو يريد أن يقضي الأيام التي عليه.. وبعد رمضان تأتي 6 أيام من شوال والإنسان حريص على أن يصوم هذه الأيام الست. فهل يمكن أن يجمع ما بين النيتين؟
نعم، هناك رأي عند الشافعية وهو الذي أفتت به دار الإفتاء المصرية أنه يجوز للإنسان أن يجمع ما بين نية القضاء للأيام وبين نية صيام 6 من شوال.. لكن طبعًا عندنا القضاء أقوى وله أولوية أكثر.
فعندما أنوي، أقول: يا رب نويت أقضي الأيام التي عليّ في الستة من شوال.. هنا يجب تبييت النية للأيام التي أفطرتها في رمضان، وأن أقدمها في النية أيضًا.. يعني أقول: "يا رب أنا نويت أقضي اليوم الذي علي في الستة من شوال الذي جعلهم الله سنة لنا".
هل يجب أن أتلفظ بها بلساني أم أن النية محلها القلب؟ النية محلها القلب، لكننا عبرنا باللسان حتى تترتب في الذهن أنها أولى.
هل يجوز الجمع بين نية صيام الأيام البيض والقضاء
أوضحت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن صيام الست من شوال يعتبر سنة مؤكدة، مستندة إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر.
وخلال لقائها مع الإعلامية سالي سالم في برنامج "حواء" على قناة الناس، أشارت الدكتورة زينب إلى وجود خلاف فقهي بين العلماء بشأن أولوية قضاء أيام رمضان الفائتة قبل صيام الست من شوال:
- رأى بعض العلماء ضرورة تقديم قضاء أيام رمضان الفائتة أولًا، باعتبارها دينًا واجبًا على المسلم، مستدلين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله ما افترضه على عباده.
- بينما أجاز فريق آخر من العلماء البدء بصيام الست من شوال قبل القضاء، نظرًا لمحدودية وقتها، مستشهدين بفعل السيدة عائشة رضي الله عنها التي كانت تؤخر قضاء رمضان حتى شعبان من العام التالي.
وفيما يتعلق بإمكانية الجمع بين نية قضاء رمضان ونية صيام الست من شوال في آن واحد، أكدت الدكتورة زينب أن الأفضل والأكمل هو الفصل بينهما لتحصيل ثواب كل عبادة على حدة.. ومع ذلك، أجازت الجمع بين النيتين بشرط أن تكون النية الأساسية للقضاء، ثم يضاف إليها رجاء ثواب النافلة.
وختمت بأن هذا من مظاهر رحمة الله بعباده، إذ يمكن للمسلم أن تتعدد نواياه في العمل الواحد، فيحصل بذلك على الأجر المضاعف والثواب الجزيل.
