ما السر وراء تكرار أذكار الصباح والمساء يوميًا؟.. إجابة ستغير نظرتك لها

يتساءل العديد من المسلمين، حول ما السر وراء تكرار أذكار الصباح والمساء يوميًا؟ ولماذا تقال الأذكار بعدد معين فهناك أدعية تُكرر ثلاثا، وأخرى سبعا، وأخرى عشرا، فما السر في هذا العدد، وهل الزيادة أو النقصان عن هذا العدد المحدد يُنقص أجر أذكار الصباح والمساء؟ كل ذلك وأكثر سنتعرف على تفاصيله بإجابات ستغير نظرتك للأذكار.
ما السر وراء تكرار أذكار الصباح والمساء يوميًا؟
لكل من يتساءل ما السر وراء تكرار أذكار الصباح والمساء يوميًا؟ فإن الأذكار تجعل لسان العبد رطبًا بذكر الله، متمتعًا بحفظ الله عز وجل وعنايته، كما أن الأذكار تستجلب النعم وتدفع النقم، وتحمي من العين والحسد، وفيها البركة والكفاية من الهم والغم والحزن في الدنيا والآخرة، وعلاوة على ذلك فإن في ذكر الله طمأنينة للقلب وانشراح للصدر، وفي ذلك قال ابن القيم "مُدمن الذكر يدخل الجنة وهو يضحك".
وتقال أذكار الصباح والمساء مرتين يوميا، حيث يبدأ وقت أذكار الصباح من بعد الفجر حتى شروق الشمس، ويبدأ وقت أذكار المساء من بعد العصر حتى غروب الشمس، ووفقا لدار الإفتاء المصرية، يجوز لمن نسي وقت أذكار الصباح والمساء أن يقضيها وقتما تذكر، ولكن الأولى قراءة الأذكار في وقتها حتى يُنال أجرها كاملًا، فقال الإمام النووي "ينبغي لمن كان له وظيفةٌ من الذكر في وقتٍ من ليلٍ أو نهارٍ أو عقب صلاةٍ أو حالةٍ من الأحوال ففاتته؛ أن يتداركها ويأتي بها إذا تمكن منها ولا يهملها، فإنه إذا اعتاد الملازمة عليها لم يعرّضها للتفويت، وإذا تساهل في قضائها سَهُلَ عليه تضييعها في وقتها".

وعن السر وراء تكرار أذكار الصباح والمساء يوميا، قال الشيخ نادي سعيد أحد علماء الأزهر الشريف، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما ثم بدأ يقرأ الإخلاص والمعوذتين، فهناك علاقة بين الإخلاص والمعوذتين في التحصين والذكر والأوراد ودبر كل صلاة، فكان صلى الله عليه وسلم، يقرأ ويمسح جسده الشريف مبتدئا برأسه ووجهه ثم بقية جسده، وأمر أصحابه بذلك ثلاث مرات، وهي دلالة واضحة وبيان عملي أن بفعل النبي هذا يكون الإنسان محصنًا فينام ولا يستطيع أحد أن يؤذيه.
وأضاف الشيخ نادي خلال لقائه السابق ببرنامج "وبه نستعين" المذاع عبر فضائية etc، أن تكرار الأذكار بأعداد محددة سنة وإتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، مثل جرعة الدواء الشافية من الأسقام.
سر العدد في الذكر
وأما سر العدد في أذكار الصباح والمساء، فقد أوضحها جمهور أهل العلم، مؤكدين أن الذكر نوعان، ذكر مطلق وذكر مقيد، والذكر المطلق: هو الذكر الذي لم يقيد بزمان أو مكان أو حال، بل يذكر الإنسان فيه ربه على كل حال، كما كان عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك، والإكثار من هذا النوع من الذكر مرغوب فيه شرعا، فقد قال تعالى "وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا".
وأما الذكر المقيد، فهو الذكر الذي قيد بزمان أو مكان أو حال أو بصيغة وعدد معين، فهذا النوع من الأذكار الأصل فيه أن يتقيد الإنسان بما ورد، ويتمثل في الأذكار الواردة دبر الصلوات، وأذكار النوم، وأذكار الصباح والمساء، وغير ذلك من الأذكار المقيدة، فهذه يفعلها الإنسان كما وردت من حيث الصيغة والعدد، فإذا كان الذكر يقال ثلاث مرات، فلا يُزاد عليه ولا يُنقص منه، وكذلك لو كان سبعًا أو عشرًا، ومن الأذكار ما يقال مرة واحدة وهو أقل الوتر، ومنها ما يقال ثلاث مرات وهو أدنى الكمال.

هل يكفي ذكر واحد من أذكار الصباح
بعدما أوضحنا لكم ما السر وراء تكرار أذكار الصباح والمساء يوميًا؟ قد يتساءل البعض أيضا، هل يكفي ذكر واحد من أذكار الصباح؟ وهو ما أوضحه بعض جمهور أهل العلم بأن الأذكار كلها في الصباح والمساء هي الأفضل والأكمل، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله، بل يكفي ذكر واحد أو أكثر كما قال الإمام النووي رحمه الله، كما يجوز الاقتصار على بعضها، وما تيسر منها دون تحديد، لأن أذكار الصباح والمساء سنة مستحبة وليست بواجبة يثاب فاعلها ولا يأثم تاركها.