نية صيام الست من شوال وكيفية احتساب الأجر.. اغتنمها قبل 29 أبريل

تدور كثير من الأسئلة حول نية صيام الست من شوال وكيفية احتساب الأجر، وذلك من قبيل هل يشترط تبييت النية أم لا، وهل يمكن التراجع عن قرار الصيام منتصف اليوم، وكيف يمكن الجمع بين نيتي القضاء والتطوع؟.. وعبر القاهرة 24 نتعرف على كيف تكون نية صيام الست من شوال وكيفية احتساب الأجر، وأحكام صيام التطوع من فتاوى دار الإفتاء المصرية.
نية صيام الست من شوال وكيفية احتساب الأجر
لا بد لكل كسلم أن يعرف أحكام نية صيام الست من شوال وكيفية احتساب الأجر كاملا، فالغرض هو الصيام وليس تمييز النوايا أو الأيام، وهذا ما أكدته السنة النبوية المطهرة، فقد ذكر الحديث صيام شوال دون شرط وهو ما يمنح المسلم الكثير من الخيارات والمنح الربانية.

ولمن يتساءل هل يشترط تبييت نية صيام الست من شوال، وهل تكفي نية واحدة للستة متتابعة، وما حكم إفطار يوم صيام شوال؟، ردت دار الإفتاء المصرية بالتأكيد على أنه من المقرر شرعًا أنَّ النيَّة مطلوبة في الصوم مطلقًا -فَرْضًا كان أو نفلًا-، فلا يصح الصوم إلَّا بنيَّة.
وأوضحت في فتوى رسمية، أنه ينبغي على من يرغب في صيام الأيام الستة مِن شوال، تبييت نية الصيام من الليل، فإن أَصْبَح مِن غير أَنْ يُبَيِّت النية وأراد الصوم فصومه صحيح حينئذ، تقليدًا لمن أجاز، شريطةَ أن لا يكون قد أتى بمفسد للصوم من أكلٍ أو غيره.
وبينت أن صيام الأيام الستة مِن شوال مِن جملة الصيام الذي يفتقر إلى نيَّةٍ، لكن اختلف الفقهاء في مدى اشتراط تبييت النيَّة في مثل هذا الصوم:
- فيرى جمهور فقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة؛ أنَّ صوم النافلة يصح فيه انعقاد النيَّة بعد طلوع الفجر.
- وقيده الحنفية والشافعية بالزوال.
- وأطلق الحنابلة القول في أيِّ وقت من النهار
وبناء على ما سبق، فإن من استيقظ من نومه حتى بعد أذان الفجر، ولم يأكل ولم يشرب أو يفسق، ونوى صيام تطوع سواء في الست من شوال أو لغيرها، فصيامه صحيح. وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنه كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يأتينِي فيقولُ: أَعندَكِ غَدَاءٌ؟ فأقولُ: لا، فيقولُ: إنِّي صائِمٌ، قالتْ: فَأتاني يومًا، فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ! إنَّهُ قد أُهْدِيَتْ لَنا هَدِيَّةٌ، قال: وما هيَ ؟ قلْتُ: حَيْسٌ. قال: أما إنِّي أصبحْتُ صائمًا.
ويكشف الحديث النبوي السابق عن جواز إفطار من صام تطوعًا بنية نافلة وقتما شاء دون اشتراط بإكمال صومه، فقد أكل النبي صلى الله عليه وسلم الطعام يعد أن أصبح صائما نفلا، إلا أن من خالط النافلة بصيام قضاء وجمع بينهما، أو كان يصوم قضاء رمضان؛ فلا يجوز له الإفطار، وإن أفطر قبل المغرب وجب عليه القضاء.
هل يجوز الجمع بين قضاء رمضان وصيام الست البيض؟
وردت دار الإفتاء أيضا على سؤال هل يجوز الجمع بين قضاء رمضان وصيام الست البيض؟، حيث قالت: نعم يجوز للمسلم أن ينوى نية صوم النافلة مع نية صوم الفرض، فيقضي ما فاته من رمضان في شهر شوال ويكتفي بكل يوم يقضيه عن صيام يوم من الست من شوال، ويحصل بذلك على الأجرين.
إلا أن دار الإفتاء ترى أن الأكمل والأفضل أن يصوم المسلم كلًّا من القضاء والست البيض على حدة دون جمع، استنادًا إلى قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ"، فيسن للمسلم صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان، تحصيلًا لهذا الأجر العظيم.
وحول كيف تكون نية صيام الست من شوال وكيفية احتساب الأجر، فقد أجازت الإفتاء الجمع بين نية صوم هذه الأيام الستة أو بعضها مع أيام القضاء في شهر شوال، فيجوز للمسلم أن ينوي نية صوم النافلة مع نية صوم الفرض، فيحصل المسلم بذلك على الأجرين.
وأوضحت في فتوى رسمية لها، أن العلماء أجمعوا على جواز اندراج صوم النفل تحت الصوم الفرض، وليس العكس؛ أي لا يجوز أن تندرج نية الفرض تحت نية النفل.
وبناء عليه، أكدت الإفتاء أنه يجوز للمرأة المسلمة أن تقضي ما فاتها من صوم رمضان في شهر شوال، وتكتفي به عن صيام الست من شوال، ويحصل لها ثوابها؛ لكون هذا الصيام قد وقع في شهر شوال.
وحول سؤال هل ينقص أجر المسلم يجمع النيتين؟، فقد أوضحت الإفتاء أن الأفضل أن يصوم المسلم أو المسلمة القضاء أولًا ثم الست من شوال، أو الست من شوال أولًا، ثم القضاء؛ لأن حصول الثواب بالجمع لا يعني حصول كامل الثواب، وإنما يعني حصول أصل ثواب السنة بالإضافة إلى ثواب الفريضة.
واستعانت في توضيح ذلك، بما ورد عن الرملي في قوله: "ولو صام في شوال قضاءً أو نذرًا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها، كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى تبعًا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه بن صالح الحضرمي وغيرهم، لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتب على المطلوب"؛ أي المطلوب في الأمر النبوي بإتباع رمضان بستة من شوال.