في ذكرى وفاته.. كيف برع سيد عثمان في تجسيد الشخصيات الرصينة بأداء هادئ ومؤثر

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان سيد عثمان، أحد الوجوه التي ارتبط بها جمهور الدراما المصرية، رغم أنه لم يكن من نجوم الصف الأول، إلا أن حضوره المميز وصوته الرزين جعلاه دائمًا صاحب بصمة خاصة في كل عمل يشارك فيه.
ذكرى وفاة سيد عثمان
بدأ الفنان سيد عثمان مشواره الفني بهدوء، لكنه استطاع أن يترك انطباعًا قويًا من خلال الأدوار التي قدمها، والتي اتسمت أغلبها بالطابع الجاد. ملامحه الهادئة وشعره الأبيض جعلوه الخيار الأمثل لتجسيد الشخصيات الرسمية مثل القضاة، الأطباء، ورجال الأعمال أو الدولة.
شارك في عدد من المسلسلات المهمة، من أبرزها: قضية معالي الوزيرة، حيث قدّم دورًا قويًا ضمن عمل ناقش قضايا شائكة تخص المرأة والسياسة، وكان أداؤه يعكس قناعة كاملة بأن الشخصية التي يقدمها هي بمثابة رمز للقيم والمبادئ التي تبقى راسخة في أذهان الجمهور، هذا التوازن بين الهدوء والتأثير هو ما جعل المشاهدين يثقون في شخصياته ويشعرون بتعاطف معهم.
أعمال سيد عثمان
كان سيد عثمان نموذجًا للفنان الذي يختار أدواره بعناية، فيُقنع الجمهور حتى لو ظهر في مشهدين فقط، كانت له قدرة على إيصال الإحساس بثبات وهدوء، وغالبًا ما لعب دور الرجل الحكيم أو المسؤول الذي يحمل في صوته هيبة وفي نظراته حنانًا خفيًا، وبرع في أدوار الرجل الوقور.
ما يميز سيد عثمان عن غيره من الفنانين هو قدرته الفائقة على تجسيد الشخصيات الرصينة ببساطة تامة، دون افتعال أو تكلّفـ كانت نظراته وإيماءاته أكثر تعبيرًا من الكلمات نفسها، مما جعل شخصياته تتمتع بواقعية تنبع من الصدق الداخلي؟ـ بفضل هذا الأسلوب، استطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا في تقديم الشخصيات التي غالبًا ما ترتبط بالقيم المجتمعية مثل القاضي، الطبيب، أو المسؤول.
ورغم أنه لم يكن من نجوم الصف الأول، إلا أن اسمه ارتبط دائمًا بالجودة والاحتراف، وكان وجوده في أي عمل فني يُضفي عليه طابعًا من الجدية والاحترام.
رحل عن عالمنا في 6 أبريل 2021، بعد أن ترك خلفه رصيدًا فنيًا لا يُستهان به من الأعمال التي شارك فيها بإخلاص، وأثرت في جمهور واسع أحب هدوءه وأداءه النظيف.