بريطانيا تحذر من استخدام تطبيقات صينية وفيتنامية مشفرة لتهريب المهاجرين.. ما القصة؟

كشف رئيس الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا، بول بريسلي، عن تصاعد المخاوف الأمنية بشأن اعتماد مهربي البشر للهجرة غير الشرعية على تطبيقات تواصل مشفرة من الصين وفيتنام لتنظيم عمليات نقل المهاجرين غير الشرعيين إلى بريطانيا عبر القوارب الصغيرة.
الاستخبارات البريطانية تتهم تطبيقات فيتنامية مشفرة
ووفقًا لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أشار بريسلي إلى أن المهربين أصبحوا يستخدمون منصات بعيدة جغرافيًا مثل تطبيق فيتنامي مشفر شهير للترويج لرحلاتهم وتنسيق العبور، ما يمثل تحديًا كبيرًا لأجهزة إنفاذ القانون البريطانية نظرًا لصعوبة التعاون مع دول لا تربطها بها اتفاقيات أمنية قوية.
وأوضح بريسلي أن هذه التطبيقات تُستخدم في التواصل المباشر بين المهربين والمهاجرين، إذ يتم مشاركة صور، ومعلومات حساسة، وترتيب مواعيد العبور من أوروبا إلى السواحل البريطانية، خاصًة من مدينة كاليه الفرنسية.
وأكد أن هناك زيادة ملحوظة في أعداد المهاجرين الفيتناميين الذين يحاولون العبور إلى المملكة المتحدة عبر القوارب الصغيرة، مضيفًا أن المهربين يطورون باستمرار أساليبهم ويستغلون نقاط الضعف في المنصات الرقمية، مما يعكس الطبيعة الجغرافية المعقدة لهذه الجريمة في العصر الرقمي.
ورغم توقيع اتفاقيات سابقة مع شركات التواصل الاجتماعي الكبرى مثل تيك توك وفيسبوك ويوتيوب وإكس، فإن التحديات لا تزال قائمة، فقد أزيل أكثر من 12 ألف إعلان يروّج لعبور المهاجرين منذ يونيو 2024، لكن المهربين ما زالوا قادرين على الالتفاف على هذه الإجراءات من خلال إنشاء حسابات جديدة أو إعادة تفعيل حسابات خاملة.
حملات تشويه ضد منافسيهم عبر المنصات
وقال بريسلي: ما زال المهربون متقدمين بخطوة على الجهات المعنية، فهم لا يكتفون بالإعلانات، بل ينخرطون في حملات تشويه ضد منافسيهم عبر المنصات، ما يعكس وجود منافسة شرسة بينهم، مُضيفا أن معظم المهاجرين الذين وصلوا إلى بريطانيا استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي في مرحلة ما من رحلتهم، وهو ما يبرز الدور الكبير الذي تلعبه هذه المنصات في تسهيل عمليات الهجرة غير الشرعية.
ودعا رئيس الوكالة شركات التكنولوجيا إلى تطوير أدوات أكثر فعالية لرصد هذا النوع من المحتوى، وإلى توعية فرق الإشراف بالأساليب التي يستخدمها المهربون لتجنب الرصد والحذف، مشددًا في الوقت ذاته على أهمية اليقظة مع ظهور منصات جديدة قد تصبح الوجهة القادمة لهؤلاء المجرمين.
وأشار بريسلي إلى أن الوكالة لم تتمكن من التواصل مع جميع الشركات نظرًا لكثرتها، لكنها تسعى لبناء شراكات جديدة للحد من انتشار هذا النوع من المحتوى الذي يهدد الأمن القومي البريطاني، خاتمًا: رغم الجهود المبذولة، لا يمكننا معرفة الحجم الحقيقي للمحتوى المتداول على هذه المنصات، لكنه بالتأكيد أكبر بكثير مما نرصده حاليًا.