ترامب يرجئ حظر تيك توك.. هل يصمد التطبيق في أمريكا حتى يونيو؟
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تأجيل تنفيذ قانون يلزم شركة بايت دانس الصينية، المالكة لتطبيق تيك توك، بسحب استثماراتها من السوق الأمريكية، ويمتد هذا التأجيل لمدة 75 يومًا، حتى 18 يونيو المقبل، في خطوة تعكس استمرار المحادثات المكثفة لتحديد مستقبل التطبيق في الولايات المتحدة.
هل يتم حظر تطبيق تيك توك في أمريكا؟
أقر الكونغرس الأمريكي في عام 2024، وبدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، قانونًا يُلزم شركة بايت دانس الصينية ببيع تطبيق "تيك توك" إلى جهات لا تمتلك أي صلة بالصين، وإلا فسيُواجه التطبيق حظرًا شاملًا داخل الولايات المتحدة.
ويستند الإجراء إلى تحذيرات من مشرعين وخبراء في الأمن القومي الأمريكي، عبّروا عن قلقهم من طبيعة البيانات التي يجمعها "تيك توك" وإمكانية مشاركتها مع السلطات الصينية، ما يجعل التطبيق في نظرهم تهديدًا محتملًا للأمن القومي.
وفي المقابل، تُشير بايت دانس إلى أن ملكيتها موزعة بشكل متنوع، حيث يمتلك مستثمرون دوليون نحو 60% من أسهمها، بينما تعود 20% لمؤسسي الشركة الصينيين، فيما تُوزع النسبة المتبقية على موظفيها، بمن فيهم العاملون داخل الولايات المتحدة.
وفي منشور عبر منصة تروث سوشيال، أعرب ترامب عن تفاؤله حيال سير المفاوضات، مؤكدًا أن إدارته أحرزت تقدمًا كبيرًا نحو التوصل إلى اتفاق يُبقي تيك توك في الولايات المتحدة، وكتب: لا نريد أن يُغلق تيك توك أبوابه، نعمل مع الشركة والصين للتوصل إلى حل يحفظ مصالح الجميع.
تعقيدات قانونية وتقنية
من جانبها، أوضحت بايت دانس أن المفاوضات مع المسؤولين الأمريكيين لا تزال جارية، لكنها شددت على أن أي صفقة محتملة يجب أن تحظى بموافقة السلطات الصينية، وتتمثل نقطة الخلاف الرئيسية في خوارزمية التوصية الخاصة بـ"تيك توك"، التي تُعد جوهرية في تشغيل التطبيق، فيما يحظر القانون الأمريكي استمرار "بايت دانس" في السيطرة عليها، ما يزيد من تعقيد المشهد.
وكان اتفاقٌ مبدئي قد اقترب من الاكتمال مؤخرًا، ويقضي بفصل عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة وتحويلها إلى شركة جديدة، مملوكة غالبًا لمستثمرين أمريكيين مثل أوراكل أو بلاك روك، مع احتفاظ بايت دانس بحصة تقل عن 20%، غير أن الاتفاق تعرقل عقب إعلان ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على المنتجات الصينية، ما دفع بكين إلى التريث في الموافقة، وتسبب في اضطرابات ملحوظة في الأسواق المالية.
بين الدعم الرقمي والمخاوف الأمنية
وفي ظل هذا التوتر، لا يزال مستقبل "تيك توك" في الولايات المتحدة غامضًا. فالتطبيق تعرض للإغلاق مؤقتًا في يناير الماضي بعد طعون قانونية، ثم استأنف نشاطه بعد تأكيدات من إدارة ترامب باستمرار المفاوضات، ووصفت بايت دانس المحادثات الحالية مع السلطات الأمريكية بأنها بناءة، لكنها أقرت بوجود عدد من العقبات التي لم تُحل بعد.
وفي الوقت نفسه، أبدت شركات أمريكية بارزة مثل أوراكل، التي تستضيف بيانات المستخدمين في الولايات المتحدة، وأمازون، اهتمامًا بشراء عمليات التطبيق داخل البلاد، مما يعكس حجم الرهان التجاري والتكنولوجي في هذه الصفقة.
