بعد وفاة 3 أشخاص.. فيروس هانتا يثير الذعر في أمريكا وتحذيرات عاجلة للمواطنين
أعلنت السلطات الصحية في مقاطعة مونو بولاية كاليفورنيا الأمريكية وفاة 3 أشخاص جراء الإصابة بفيروس هانتا، الذي أثار الذعر في البلاد، وهو مرض نادر وخطير ينتقل عبر القوارض، والضحايا الثلاثة هم من سكان بلدة ماموث ليكس الجبلية، المعروفة بكونها وجهة سياحية شهيرة لمحبي التزلج.
فيروس هانتا
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، يأتي هذا التطور بعد أشهر من وفاة بيتسي أراكاوا، عازفة البيانو وزوجة الممثل الراحل جين هاكمان، والتي فارقت الحياة في فبراير الماضي بعد إصابتها بالفيروس نفسه، في حادثة أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط الإعلامية.
وتشير التقارير الطبية إلى أن الحالات الثلاث الجديدة أُصيبت بمتلازمة هانتا الرئوية HPS، وهي حالة تنفسية حادة تصل نسبة الوفيات الناتجة عنها إلى نحو 40%، وقد زاد من خطورة الوضع أن أحد المصابين لم يُعرف مصدر إصابته بالعدوى، ما يثير تساؤلات حول احتمال انتشار أوسع للفيروس.
وقال الدكتور توم بو، المسؤول الصحي في مقاطعة مونو، إن تسجيل هذا العدد من الإصابات في بداية العام أمر غير معتاد ويبعث على القلق، خاصة وأن موسم ظهور هذه الحالات عادة ما يكون خلال فصلي الربيع والصيف، موضحًا أن المقاطعة شهدت منذ عام 1993 ما مجموعه 27 حالة إصابة مؤكدة، منها 21 بين السكان المحليين.
ويُعرف فيروس هانتا بأنه يُنقل إلى البشر من خلال استنشاق جزيئات غبار ملوثة بفضلات أو لعاب القوارض، ولا ينتقل من إنسان إلى آخر، وتبدأ أعراض المرض على شكل إنفلونزا، لكن سرعان ما تتطور إلى فشل تنفسي قد يكون قاتلًا، وحتى الآن، لا يتوفر لقاح أو علاج فعال ضد هذا الفيروس، ما يجعل الوقاية الخيار الوحيد المتاح.
وفي ضوء هذه التطورات، دعت السلطات السكان إلى اتخاذ تدابير وقائية صارمة، منها تجنّب الأماكن التي قد تحتوي على قوارض، وتهوية المنازل والمرافق المغلقة جيدًا قبل تنظيفها، بالإضافة إلى ارتداء الكمامات والقفازات عند التعامل مع المناطق الملوثة والتخلص الآمن من فضلات الحيوانات.
ويخشى الخبراء من أن تكون هذه الحالات مؤشرًا على تغير محتمل في نمط انتشار الفيروس، ما يستدعي تعزيز الجهود في مجال الترصد الوبائي وزيادة الوعي المجتمعي بمخاطر المرض وسبل الوقاية منه.


