الصحة الأمريكية تطلق تحذيرا من انتشار مُخدر صيني قاتل
أطلق مسؤولون صحيون في الولايات المتحدة تحذيرًا عاجلًا من انتشار عقار جديد يُعرف بـ الكارفنتانيل، وهو مخدر صناعي يفوق قوة الفنتانيل بـ100 مرة، وسط مخاوف من تصاعد أعداد الوفيات الناتجة عن تعاطيه، بعد اكتشاف كميات ضخمة منه يجري تهريبها عبر الحدود، خاصة من الصين والمكسيك.
تحذير أمريكي من مُخدر الكارفنتانيل
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، في واحدة من أكبر عمليات الضبط، أعلنت إدارة شرطة مقاطعة دوغلاس بولاية نبراسكا عن مصادرة أكثر من 30 رطلًا من الكارفنتانيل، ما يعادل نحو 150 ألف حبة منذ نوفمبر الماضي، وسط مؤشرات على وجود هذا المخدر القاتل في عدة ولايات أمريكية.
ويُعد الكارفنتانيل أحد مشتقات الفنتانيل الصناعية، ويُستخدم طبيًا كمهدئ للحيوانات الكبيرة مثل الأفيال، نظرًا لأنه أقوى بـ10 آلاف مرة من المورفين، وأوضح قائد الشرطة آرون هانسون أن الخطر الأكبر يكمن في أن عصابات المخدرات تضغط الكارفنتانيل في أقراص تشبه أدوية وصفية مثل الأوكسيكودون، ما يضلل المتعاطين.
وتستورد العصابات، وخصوصًا في المكسيك، المواد الكيميائية اللازمة من الصين، وتخلطها داخل مختبرات غير شرعية لصنع حبوب مزيفة أو مزجها مع الكوكايين والهيروين، وغالبًا لا يدرك المدمنون أنهم يتعاطون مادة كارثية حتى يصابوا بجرعة زائدة.
حالات وفاة بسبب جرعات الكارفنتانيل
وأظهرت التحقيقات أن الكمية المصادرة في نبراسكا كانت مغلفة على هيئة أقراص أوكسيكودون مزيفة، مع العثور على مسحوق الكارفنتانيل الذي يُستخدم أيضًا لتزييف المخدرات الأخرى، وأكد هانسون أن حتى 1% من الكمية المضبوطة قادرة على قتل 1500 شخص في منطقته فقط.
وحسب تقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تم تسجيل 513 حالة وفاة بجرعة زائدة من الكارفنتانيل بين يناير 2021 ويونيو 2024، وتركزت أغلب الحالات في ولايات مثل فلوريدا وفرجينيا الغربية، وشهدت هذه الوفيات ارتفاعًا مقلقًا بنسبة تفوق 720% في عام واحد فقط.
وبينما يرى بعض الخبراء أن الكارفنتانيل ليس تهديدًا جديدًا، إلا أن انتشاره المتسارع ووجوده في 37 ولاية، بينها ثماني ولايات سجلت أكثر من 20 وفاة لكل منها، يشكل تحديًا متصاعدًا للسلطات الصحية والأمنية.
ويُذكر أن هذه الأزمة الخطيرة باتت تؤثر على السياسات التجارية والأمنية، إذ استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أزمة الفنتانيل كذريعة لفرض رسوم على المكسيك وكندا، كما طرح خيار تنفيذ ضربات بطائرات مسيّرة ضد كارتلات المخدرات، بالتنسيق مع الحكومة المكسيكية.
وبينما تتبنى الإدارة الأمريكية أسلوبًا دبلوماسيًا في الوقت الراهن، فإنها لم تستبعد التدخل العسكري المحدود حال تعذر السيطرة على تهريب هذه المواد القاتلة.
