نار لا تحرق.. قصة ظهور النور المقدس من قبر المسيح بأورشليم عشية عيد القيامة المجيد
يحتفل المسيحيون حول العالم اليوم بسبت النور، وهو واحد من أقدس الأيام في التاريخ المسيحي، ويسبقه عيد القيامة المجيد، ويشاهد العالم ظهور النور المقدس من قبر السيد المسيح بكنيسة القيامة في القدس، في معجزة سنوية يتوافد لها الآلاف لمشاهدتها، من كافة أنحاء العالم.
قصة ظهور النور المقدس من قبر المسيح بأورشليم عشية عيد القيامة المجيد
ويدخل بطريرك الروم الأرثوذكس قبر المسيح، بعد تفتيش قوات الاحتلال الإسرائيلي له ذاتيًا، خالعًا ثيابه، وفي وسط ترقب الحاضرين داخل كنيسة القيامة والمشاهدين عبر وسائل الإعلام من جميع أنحاء العالم، يخرج الأب البطريرك ممسكًا بـ 33 شمعة مضيئة من داخل القبر، وهي عمر المسيح على الأرض.
ثم يتوافد الحاضرون على إنارة شموعهم، فتمتلئ كنيسة القيامة بالنور المقدس.
والنور المقدس هو نار لا تحرق، يضعها الحاضرون على أجسادهم ووجههم ولا تحرقهم، وتستمر نحو 33 دقيقة رمزا لسنوات عمر المسيح على الأرض، بالإضافة إلى ترحيلها في فوانيس مخصصة لكنائس العالم، للتبارك بها.
طقوس الاحتفال بسبت النور
ويصادف اليوم السبت الموافق 19 أبريل 2025، سبت الفرح أو ما يعرف بسبت أبو غلمسيس، وهو الاسم المشتق من الكلمة اليونانية أبوكالسيس، وتعني الرؤيا، ويقرأ في الكنائس القبطية الأرثوذكسية سفر الرؤيا كاملًا في أجواء مهيبة، يتخللها ترديد المزامير وإيقاد الشموع، وطواف الكهنة بالناقوس.
ويحل سبت النور بعد الجمعة العظيمة التي تحيي ذكرى صلب السيد المسيح وموته، وفي هذا اليوم، أنار المسيح على الجالسين في الظلمة حين نزل إلى الجحيم وأصعد أرواح الذين ماتوا على رجاء الخلاص إلى الفردوس، استنادًا لما ورد في إنجيل متى: الشعب الجالس في ظلمة أبصر نورًا عظيمًا، والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور، بحسب الأناجيل.
وتبدأ الطقوس مساء الجمعة، وتستمر حتى الساعات الأولى من صباح السبت، ومن أبرز مراسم الاحتفال ترتيل الترانيم وقراءة المزامير وإعادة تمثيل الرموز المرتبطة بالقيامة، في أجواء يغلب عليها الطابع الروحي العميق.
ويُعد النور المقدس الذي يخرج من القبر في كنيسة القيامة، معجزة متكررة تحدث ظهر يوم سبت النور من كل عام، وتُعتبر تأكيدًا رمزيًا على قيامة المسيح وانتصاره على الموت، وهي لحظة ينتظرها المسيحيون حول العالم، ويشهدها الحاضرون في الكنيسة بتقديس وشغف.


