ماذا قال الرسول ﷺ في يوم التروية؟.. 7 سنن للحجاج لاغتنام اليوم الثامن من ذي الحجة
يتساءل العديد من المسلمين ماذا قال الرسول ﷺ في يوم التروية؟ حيث الأدعية والأحاديث النبوية الشريفة التي تبين فضل يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، ويعتبر أحد أيام العشر الفاضلة التي أقسم الله بها في كتابه الكريم "والفجر وليال عشر"، والعمل في العشر من ذي الحجة أفضل من العمل في غيرها، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "ما العمل في أيام أفضل منها في هذه يعني عشر ذي الحجة، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه، وماله فلم يرجع بشيء"
ماذا قال الرسول ﷺ في يوم التروية؟
لكل من يتساءل ماذا قال الرسول في يوم التروية؟ ففي يوم التروية تبدأ مناسك الحج في اليوم الثامن من ذي الحجة وفقا للتقويم الهجري الثابت في كل عام، وفي نفس اليوم يحرم الحجاج بالحج ضحى من مساكنهم، حيث المتمتعون أو من فسخوا إحرامهم إلى عمرة من القارنين والمفردين، وكذلك من أراد الحج من أهل مكة.
وننقل لكم ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم التروية، فقد روى جابر رضي الله عنه من حجة الوداع عن سيدنا رسول الله ﷺ "..فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلَّا النَّبِيَّ ﷺ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى، فَأَهَلُّوا بِالْحَجِّ، وَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَصَلَّى بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلًا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلَّا النَّبِيَّ ﷺ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ".
ولـ يوم التروية أهمية كبيرة في مناسك الحج، وقد كان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم إنه إذا كان قبل يوم التروية بيوم خطب الناس فأخبرهم بمناسكهم، حيث يكون إحرام الحج على ثلاثة أنواع كالتالي:
- الإفراد: ويسمى المُحرِم به مُفْرِدًا، وهو أن يهل بالحج مفردًا عن العمرة.
- القِران: ويسمى المحرم به قارِنًا، وهو أن يحرم بالحج والعمرة معًا، أو يحرم بالحج قبل الشروع في طواف العمرة، وعليه هدي إن كان من غير أهل مكة.
- التمتع: ويسمى المحرم به مُتَمَتِّعًا، وهو أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج من ميقات بلده، ويدخل مكة، ويفرغ من أفعال العمرة، ثم يتحلل بعد الفراغ من العمرة، ويحل له كل ما كان محظورًا عليه بسبب الإحرام، ثم ينشئ الحج من مكة ويحرم للحج، وعليه هدي لتمتعه إن كان من غير أهل مكة.
وإذا كان الحاج متمتعًا قصر شعره، وتحلل من إحرامه، وانتظر قدوم يوم التروية، أما القارن والمفرد فهما على إحرامهما إن قدما مكة قبل يوم التروية، ويطوف القارن والمفرد طواف القدوم تحية للبيت الحرام، ولهما أن يسعيا بين الصفا والمروة، وهذا السعي من أركان الحج، ولهما أن يؤخرا السعي إلى طواف الإفاضة، ويظلا على إحرامهما.

دعاء يوم التروية
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء مخصص يطلق عليه دعاء يوم التروية، ولكن على الحجاج الإكثار من التلبية والتكبير والحمد والتهليل، ولغير الحجاج، الإكثار من الدعاء وذكر الله، ومن أجمل أدعية يوم التروية ما يلي:
- اللهم إني أسألك في ليلة يوم التروية أن تغفر لي وترحمني، وتفتح لي أبواب رحمتك، وتكتب لي الخير حيث كان، وتجنبني الشر حيث كان، وأن تبارك لي في ديني ودنياي وآخرتي، اللهم اجعلني ممن يوفق لاغتنام فضائل هذه الأيام المباركة، وأدخلني في رحمتك التي وسعت كل شيء.
- اللهم في يوم التروية اروي ظمأنا يوم العطش الأكبر وارزقنا شربة من حوض نبيك لا نظمأ بعدها أبدًا وارزقنا رؤية وجهك الكريم.
- اللهم في يوم التروية، نسألك أن تروي القبور التي باتت قلوبنا في لوعة الشّوق لمن سكنها، لتلك الملامح التي استودعناك إياها، اللهم آنس وحشتهم، واجعلهم في جنّاتك خالدين مستبشرين بكرمك ورحمتك التي وسعت كلّ شيء.
- اللهم في يوم التروية أسألك بكلّ اسمٍ هو لك، أسميت به نفسك، أو أخفيته في علم الغيب، اللهم وأسألك باسمك الأعظم الذي أخفيت، أن تروي قبور من فقدناهم في يوم التروية، وأن تتنزّل بالنّور عليهم آنس وحشتهم ويمّن كتابنا وكتابهم.
- اللهم يا واحدًا ليس له في مُلكه ثاني، أسألك يا ربّي أن ترحم فقيدي وأن تُحسن إليه، وأن تكتب له الدرجة الرفيعة في الجنّة، اللهم اروي قبره في يوم التروية، وبارك له في الطّاعات التي عملها.
- اللهم يا مُجيب اقبلنا في يوم التروية واروي عطش القلوب إلى مغفرتك، اللهم اجزنا بالإحسان إحسانًا، وبالتقصير عفوًا منك وغُفرانًا، اللهم وفّقنا للخير، وأكرمنا بتمام الخير، ويسّر علينا أمور حياتنا يا كريم.
- اللهم يا ربّنا القادر الذي لا يُعجزه أمر أسألك في يوم التروية من خيريّ الدّنيا والآخرة، وأعوذُ بكَ من فتنه القول، وفتنة العَمل، وفتنه المسيح الدّجال، اللهم قرّبنا لما تُحب وترضى، وأبعدنا عن شُرور النّفس وسيّئات العَمل.
أحاديث عن يوم التروية
وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في يوم التروية اليوم الثامن من ذي الحجة، الخروج إلى منًى فيصلي الظهر بها، ويبيت بها ليلته، حتى يصلي الفجر، ويقصر الصلاة التي تقصر من غير جمع، وقد روى جابر رضي الله عنه في صفة حج النبي ﷺ: “فحل الناس كلهم وقصروا، إلا النبي ﷺ ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية، توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج”
ويعتبر يوم التروية هو يوم الاستعداد للقيام بمناسك الحج، حيث يتوجه الحاج إلى منى قبل الزوال استعدادا للركن الأعظم وهو الوقوف بعرفات في اليوم التاسع من ذي الحجة، ولذلك سمي يوم التروية كذلك بيوم النقلة لانتقال الناس من منازلهم بمكة المكرمة إلى منى.
ومن الأحاديث النبوية الواردة عن يوم التروية، ما جاء في صحيح البخاري عن عبد العزيز بن رفيع قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه، قلت: أخبرني بشيء عقلته عن النبي ﷺ أين صلى الظهر والعصر يوم التروية، قال: بمنى، قلت: فأين صلى العصر يوم النفر؟ قال: بالأبطح، ثم قال: افعل كما يفعل أمراؤك.

أعمال يوم التروية للحاج
يبدأ الحجاج مناسك الحج منذ حلول يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة وتندرج أعمال يوم التروية للحجاج فيما يلي:
- الإحرام بالحج للمتمتع ومن أراد الحج من أهل مكة.
- الاغتسال، والتنظف، والتطيب، وأن يفعل ما فعل عند إحرامه من الميقات.
- النية لقلبية للحج وقول التلبية "لبيك حجا" وإن خاف من عائق يمنعه قال: فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني.
- وإن كان الحاج يحج عن غيره نوى بقلبه وقال "لبيك حجا عن فلان" ثم يلبي لبّيك اللهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إن الحمد، والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
- من السنة في يوم التروية، التوجه إلى منى قبل الزوال، والإكثار من التلبية طوال اليوم.
- الصلاة بمنى الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر قصرًا بلا جمع إلا المغرب والفجر فلا يقصران.
- يستحب المبيت بمنى ليلة عرفة لفعل النبي ﷺ فإذا صلى الفجر مكث حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت سار من منى إلى عرفات ملبيًّا أو مكبّرًا، لقول أنس رضي الله عنه: “كان يهلّ منّا المهلّ فلا ينكر عليه ويكبّر منّا المكبّر فلا يُنكر عليه”، وقد أقرّهم النبي ﷺ على ذلك، لكن الأفضل لزوم التلبية؛ لأن النبي ﷺ لازمها.


