الخميس 11 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

قمة بغداد وما ينتظر منها

السبت 17/مايو/2025 - 12:34 م

انطلقت اليوم القمة العربية العادية الـ34 في بغداد، والتي تُعقد تحت شعار "حوار وتضامن وتنمية"، بحضور غالبية القادة العرب، والأمين العام للأمم المتحدة، وضيف الشرف رئيس وزراء إسبانيا.

وتُعقد القمة في ظرف بالغ الحساسية، وسط توترات تشهدها المنطقة؛ من أوضاع شائكة في السودان، وفلسطين، وسوريا، ولبنان، وليبيا، واليمن، والصومال، وحتى العراق الذي تُعقد على أرضه القمة، ما يمثل رسالة إيجابية على تعافيه وعودة قدر من الاستقرار إلى أراضيه.

وبطبيعة الحال، ستكون القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمال القمة، في ظل استمرار القصف من قبل الكيان الصهيوني، وتواصل عمليات الإبادة الجماعية وتدمير البنية التحتية، حتى تحوّل القطاع إلى أكوام من الركام، وسط حصار خانق وتجويع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.

ماذا فعلنا إزاء هذه القضية؟
 

برغم ما تملكه الدول العربية من مقومات وقدرات، إلا أن النزيف الفلسطيني ما زال مستمرًا.

أين التأثير السياسي والاقتصادي الذي ينبغي أن تمارسه الدول العربية على شعوب العالم، وخصوصًا على الولايات المتحدة الأمريكية؟.

بالأمس القريب، جاء ترامب إلى المنطقة، وعاد محمّلًا بصفقات بمليارات الدولارات من بعض الدول العربية، ولم نحصد من نتائجها سوى رفع العقوبات عن سوريا، بينما ظلّت غزة تحت القصف الشديد طوال مدة الزيارة.

نُقدّر ونُشيد بالموقف المصري الرافض للتهجير، والداعم للقضية الفلسطينية، والذي يسعى بما هو متاح لإنقاذ الشعب الفلسطيني، ويدعو باستمرار لوقف الحرب وإعادة الإعمار.

لكن، أين دور العالم الإسلامي؟ (57 دولة!)، أين تحركه للضغط في كل الاتجاهات لإنقاذ الشعب الفلسطيني، ونزع التوترات بين الدول العربية وبعضها البعض؟

على القادة العرب أن يُرسلوا رسالة حازمة إلى كل الشركاء الدوليين، والمنظمات الدولية والأممية، وإلى قادة العالم كافة، بأن المجازر يجب أن تتوقف، لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فلن تهدأ المنطقة طالما ظلّت غزة تحت القصف والحصار.

وعلى الدول الخليجية (قطر – السعودية – الإمارات)، والتي أبرمت صفقات ضخمة مع الولايات المتحدة، أن تمارس ضغطًا حقيقيًا وفعّالًا لوقف الحرب، والمساعدة في جهود إعادة الإعمار.

لقد تابعت قممًا عربية عديدة، ولم تُسفر عن شيء سوى بيانات شجب وإدانة، لا تُغني ولا تُسمن من جوع، دون تحقيق أي تأثير حقيقي.

علينا أن نُصلح البيت العربي من الداخل أولًا، وأن نتجنب الفوضى داخل بلداننا. فما يحدث في السودان عبث يدفع ثمنه الشعب من تهجير ودمار، وتجدد الاشتباكات في ليبيا، وتفاقم الأزمات السياسية الداخلية أمر يجب أن يتوقف فورًا.

ولا يخفى على أحد الوضع في اليمن، ولبنان، وسوريا، والصومال. فغالبية الدول العربية تُعاني من فوضى داخلية، وصراعات، وأزمات اقتصادية واجتماعية وإنسانية مريعة، برغم ما تمتلكه من مقومات، ولو عاد الاستقرار والأمن والتكامل العربي، لانعكس ذلك بشكل إيجابي على الجميع، بالرفاهية والازدهار.

وشعار القمة هذا العام هو: "حوار وتضامن وتنمية"، فهل يُدرك القادة العرب ما يحيط بهم داخليًا وخارجيًا؟ وهل سيسعون فعلًا لإصلاح الأوضاع في بلدانهم؟

وعلى هامش القمة، تُعقد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، والتي تهدف إلى الوصول إلى حالة من التكامل والتضامن بين الدول العربية، وتعزيز الاستثمارات المشتركة، وتحقيق الأمن الغذائي، والأمن الإقليمي، وتطوير حياة الشعوب العربية.. فهل سنصل حقًا إلى تحقيق شعار هذه القمة؟

ويبقى السؤال المطروح: هل قرارات القمة العربية ملزمة؟، للأسف لا فلماذا لا تكون المخرجات ملزمة؟ لماذا لا تُترجم إلى سياسات واضحة لخلق أمن قومي عربي، وتنمية اقتصادية متكاملة، وتفاهمات تُسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة؟

بعيدًا عن الشعارات والجُمل الرنانة، فإننا كدول عربية (22 دولة) نتشارك في اللغة والدين والمصير، فماذا فعلنا لتحقيق التكامل العربي، وتجاوز الخلافات؟

المساحة لا تكفي لذكر كل ما يدعو إلى القلق، من اضطرابات داخلية، وانقسامات بين الدول.

أتمنى أن أكون متفائلًا، ولكن الحقيقة أن الخروج بنتائج إيجابية من القمة لا يزال مجرد أمنيات، فبرغم التحديات الجسيمة، ما زالت القمم تخرج بشعارات بعيدة المنال، وحلم التكامل العربي يظل حلمًا مؤجلًا، وسيستمر كل طرف في التغريد منفردًا، دون إدراك للصالح العام أو مصالح شعوبهم.

فهل يُظهر القادة العرب موقفًا حازمًا، ويخرجون بقرارات قوية وملزمة تُسهم في إصلاح البيت العربي، وخلق تضامن وتنمية مستدامة؟

وهل يُرسلون رسالة للعالم، وللولايات المتحدة، بأننا قوة لا يُستهان بها، وأن استقرار المنطقة يبدأ بوقف عبث إسرائيل وتماديها؟.

تابع مواقعنا