وداعًا شيخة القرآن.. رحيل جنات مبارك أقدم محفظة في الباجور بالمنوفية
توفيت الشيخة جنات زهدى مبارك، أقدم محفظة للقرآن الكريم في مركز الباجور بمحافظة المنوفية، والتي وهبت حياتها لخدمة كتاب الله، وتحفيظ آياته، وتعليم مبادئه، رغم كفّ بصرها الذي لم يمنعها يومًا من أن تبصر بنور البصيرة، وتضيء الطريق لعشرات الأجيال.
وفاة الشيخة جنات مبارك محفظة القرآن بالمنوفية
ويقول أبناء قريتها في تلوانة مركز الباجور إن الشيخة جنات مبارك عاشت بين الناس كأم ومعلمة ومُصلحة، كانت تُعرف في قريتها بحافظة القرآن وراعية حلقات الذكر، يطرق بابها الصغار والكبار، فتفتح قلوبهم قبل عقولهم، وتبث فيهم حب القرآن، وتُربّيهم على خلقه وهديه، حتى صار كثير من تلاميذها من معلمي القرآن والأطباء والمهندسين والعلماء، يحملون ما زرعته فيهم من نور وأمانة.
رثاء الشيخة جنات مبارك
وأضافوا أنها لم تكن مجرّد محفظة تقرأ وتسمّع، بل كانت قدوة في الخشوع، ومصدر طمأنينة لكل من اقترب منها، صوتها يصدح بالقرآن في مسامع أهل القرية، ومجالسها كانت قبلة لطالبي العلم، ومنهلًا للروح، وحين يتحدث أهل قريتها عنها، يقولون: أدخلت القرآن كل بيت، وكانت لا تعرف إلا طريق الله.
كما نعاها بكلمات مؤثرة محمد علي أحد تلاميذها قائلا: رحلت الشيخة جنات بجسدها، لكن بقي أثرها شاهدًا، في كل آية تُتلى، وفي كل قلب اهتدى بكلمة أو لمسة منها، نم قرير العين يا سراج القرآن، ونسأل الله أن يجعل قبركِ روضة من رياض الجنة، وأن يُخلّد أجرك فيمن تعلموا على يديك وواصلوا مسيرتك.
