أنفاق وأقنعة وماكينة شفط مياه.. اكتشاف أعمال حفر وتنقيب غير مشروع عن الآثار بقصر ثقافة الطفل بالأقصر
في واقعة أثارت جدلًا واسعًا بالأقصر، كشفت لجنة أثرية ثلاثية خلال معاينتها لموقع قصر ثقافة الطفل بمنطقة أبو الجود، وجود أعمال حفر وتنقيب غير مشروعة تمت داخل المبنى، باستخدام معدات متطورة وأقنعة تنفس، في مشهد بدا وكأنه مستوحى من أنفاق الحروب.
معدات متطورة وأقنعة تنفس داخل شقة ثقافية
وصرّح مصدر مسؤول لموقع القاهرة 24 أن اللجنة، أثناء تفقدها للموقع المقام على شقتين بالدور الأرضي بمساحة 140 مترًا، لاحظت أن إحدى الشقتين كانت تُستخدم للإعاشة من قبل عمال شركة المقاولات، بينما استُخدمت الشقة الأخرى – المطلة على الشارع – كموقع لأعمال الحفر وتجميع الرديم الناتج عنها.
المفاجأة الأكبر تمثلت في العثور على ماكينة ضخمة لشفط المياه الجوفية، مزودة بخراطيم وتمديدات حديثة، كانت لا تزال مغلفة بأكياسها، ما يشير إلى استعداد العمال لمواجهة أي تسرب مائي خلال أعمال الحفر.
نفق سري بعمق 5 أمتار وطول 10 أمتار
وأكد المصدر أن اللجنة عثرت على نفق محفور أسفل العقار يمتد لأكثر من 5 أمتار عمقًا و10 أمتار طولًا حتى الشارع الجانبي، وهو ما تسبب في هبوط أرضي مفاجئ وظهور حفرة كشفت النقاب عن الأنشطة السرية داخل الموقع.
كما عُثر على أقنعة تنفس ووسائل إضاءة وتمديدات كهربائية داخل النفق.
شواهد أثرية تؤكد الشكوك
وأضاف المصدر أن اللجنة الأثرية رصدت شواهد تؤيد فرضية التنقيب عن الآثار، منها أجزاء من أوانٍ فخارية وقطع طوب روماني وجدت بين أكوام الرديم.
وأوضح أن تقرير اللجنة الأثرية المنتدبة خلص إلى أن أعمال الشركة “لم تكن تهدف فقط إلى رفع كفاءة المبنى، بل تضمنت محاولات للتنقيب عن آثار بشكل غير قانوني”.
التحقيقات مستمرة.. وانتداب لجنة أثرية ثانية
في ضوء هذه المستجدات، قررت جهات التحقيق استدعاء مسؤول أمن قصر ثقافة الأقصر، ومدير القصر، ومدير عام الإقليم لسماع أقوالهم، وانتداب لجنة أثرية جديدة لتوثيق ما تم العثور عليه وتأكيد نتائج اللجنة الأولى.
وتستمر التحقيقات للكشف عن كافة تفاصيل الواقعة، وسط مطالبات شعبية بتشديد الرقابة على مواقع الهيئات الثقافية والتأكد من سلامة إجراءات الترميم أو التطوير.


