في ذكرى رحيله.. كيف صنع محمد نجم كوميديا خاصة به خارج السرب؟
في مثل هذا اليوم، الخامس من يونيو، رحل عن عالمنا الفنان محمد نجم، أحد أبرز صُنّاع الكوميديا في المسرح المصري، وصاحب البصمة الخاصة التي لم تُشبه أحدًا، فظلّ اسمه مرتبطًا بضحكة صافية لا تعتمد على الابتذال، بل على الموقف والارتجال والكاريزما.
ذكرى وفاة محمد نجم
اشتهر نجم بأسلوبه التلقائي في الأداء، واعتماده على البساطة والارتجال الذكي، وامتاز بصوت جهوري ونظرات حادة، كان يستخدمهما ليصنع كوميديا مختلفة، جعلته من رواد المسرح في السبعينيات والثمانينيات، بل وحتى التسعينيات، وخلق مدرسة خاصة به تأثر بها كثيرون.
في عالم الكوميديا الذي اعتاد على النمطية والإفيهات المتكررة، خرج محمد نجم من السرب، وقرر أن يسلك طريقًا خاصًا به، صنع فيه ضحكته من نَفَسه المسرحي، وصوته العالي، ونظرته الثاقبة، لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل كان صانع حالة، ومهندس لحظة مسرحية لا تتكرر.
أعمال محمد نجم
لم يعتمد نجم على الشكل الخارجي أو الأداء المبالغ فيه، بل كان يخلق الكوميديا من تفاصيل صغيرة، من صمت مفاجئ، أو جملة مرتجلة، أو حتى من وقفة طويلة أمام الجمهور، هذا الأسلوب الذي اعتبره البعض مخاطرة، تحوّل بمرور السنوات إلى بصمة لا تُقلَّد.
عندما قدّم مسرحية عش المجانين، في أواخر السبعينيات، لم يكن يتخيل أن جملته الشهيرة شفيق يا راجل، ستصبح أيقونة، تُردد حتى اليوم، من أجيال لم تشهد العرض المسرحي على الهواء مباشرة.
آمن محمد نجم بأن المسرح هو الممثل، وأن النص يُخلق على الخشبة، لا في الورق فقط، فكان يرتجل بثقة، ويمنح زملاءه مساحة ليُبدعوا، لكنه يظل هو المحور الذي يدور حوله كل شيء.
أشهر الأعمال المسرحية التي قدمها محمد نجم
اشتهر محمد نجم بصراحته الشديدة وآرائه الجريئة في الوسط الفني، وكان دائم الانتقاد لتراجع مستوى الكوميديا، مؤكدًا أن الضحك صار يُستخرج من الإفيهات السوقية، وهو ما كان يرفضه تمامًا، مؤمنًا بأن المسرح أداة وعي وتنوير.
ومن أشهر ما قدمه: مسرحية عش المجانين، دول عصابة يا بابا، واحد لمون والتاني مجنون، وحققت مسرحية النمر أعلى الإيرادات في تاريخ عروض البيت الفني للمسرح، واستمر عرضها منذ عام 2007 حتى عام 2010.


