دراسة تحذر: الإفراط في تناول الجبن قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون
كشفت دراسة حديثة أجرتها كلية بايلور للطب في الولايات المتحدة عن نتائج مقلقة بشأن الإفراط في تناول الجبن، وأبرزها جبن البارميزان، الذي يُعد من أكثر أنواع الجبن استهلاكًا في الولايات المتحدة.
الإفراط في تناول الجبن قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أشارت الدراسة إلى أن تناول كميات كبيرة من الجبن قد يؤدي إلى تغيرات في ميكروبيوم الأمعاء، ما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، ويُعتقد أن تحلل سكريات الحليب والبروتينات خلال عملية تخمير الجبن يساهم في إنتاج مركبات قد تؤثر سلبًا على توازن البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
وأوضح الباحثون أن هذا الاختلال في التوازن الميكروبي قد يؤدي إلى التهابات مزمنة في القولون، وهي حالة تساهم على المدى الطويل في تحور الخلايا وتكوين الأورام السرطانية.
وقال الدكتور ستيوارت فيشر، خبير الطب الباطني في نيويورك، في تصريحات لصحيفة ديلي ميل: إن دور البكتيريا المعوية في تطور أمراض القولون قوي للغاية، وبعض الأشخاص يعانون من تحسس تجاه الأطعمة المخمّرة مثل الجبن، ما قد يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات معوية.
وقد شملت الدراسة 34 مشاركًا ممن خضعوا لتنظير القولون، وجرى تحليل استهلاكهم اليومي من منتجات الألبان، إلى جانب فحص عينات من أنسجة القولون، وتبين أن الإفراط في استهلاك الجبن ارتبط بانخفاض مستويات نوعين من البكتيريا المفيدة، هما Bacteroides وSubdoligranulum، وهما ضروريان لصحة الجهاز الهضمي والمناعي.
ارتفاع مستويات البكتيريا
من جهة أخرى، لاحظ الباحثون ارتفاع مستويات بكتيريا Faecalibacterium لدى من تناولوا منتجات ألبان أخرى مثل الحليب، وهي بكتيريا معروفة بخصائصها المضادة للالتهابات.
وفي تعليقها على نتائج الدراسة، قالت الدكتورة لي جياو، أستاذة أمراض الجهاز الهضمي بكلية بايلور: تُظهر نتائجنا أن تناول كميات مفرطة من الجبن قد يكون له تأثيرات سلبية على توازن بكتيريا الأمعاء، مما قد يرفع خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل سرطان القولون.
ورغم هذه النتائج، أكدت جياو أن الزبادي لم يظهر تأثيرًا مماثلًا، وأشارت إلى أنها شخصيًا تفضل استهلاك أطعمة بديلة مثل التوفو والحمص كمصادر نباتية للبروتين والكالسيوم.
وفي ظل تزايد حالات سرطان القولون، التي يتوقع أن تصل إلى 150 ألف إصابة سنويًا في الولايات المتحدة، ومع تسجيل أكثر من 2600 حالة بين من هم دون سن الخمسين، تتصاعد المخاوف حول دور النظام الغذائي الحديث في تسريع انتشار المرض بين فئات عمرية أصغر.
