مستشار بوتين السابق يكشف للقاهرة 24 كيف يمكن لروسيا وأمريكا إنهاء حرب إيران وإسرائيل
قال الدكتور سيرجي ماركوف، المستشار السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو قادرة على لعب دور الوساطة لوقف الحرب بين إسرائيل وإيران، والعمل على تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط.
وأشار مستشار بوتين السابق في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إلى أنه على الرغم من أن روسيا يمكنها أن تحقق مكاسب هامة من منظور براغماتي، لكنها ترفض هذه الحرب بين إسرائيل وإيران وتدعم وقف هذه الحرب، ربما بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية التي يمكنها التأثير على إسرائيل أيضًا.
وأوضح ماركوف: روسيا تستفيد من الحرب بين إسرائيل وإيران، ويمكننا أن نرى أن أسعار النفط ترتفع بشكل ملحوظ، وروسيا ستحقق أرباحًا إضافية تُقدّر بمليارات الدولارات، وتحصل الصين على النفط والغاز بشكل أساسي من روسيا وإيران، وكذلك من دول أخرى في الشرق الأوسط، ولكن بسبب حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، ستصبح الصين أكثر اهتمامًا بشراء النفط الروسي، وبالإضافة إلى ارتفاع الأسعار، ستشتري الصين كميات أكبر من النفط والغاز الروسي، وكذلك، في ظل هذه الظروف، ستسعى الصين إلى تعزيز التعاون مع روسيا، وربما ستصبح أقل تخوفًا من العقوبات الأوروبية أو الأميركية أو البريطانية المفروضة على روسيا.
وأضاف: أيضًا، مع تصاعد التصعيد العسكري في منطقة الشرق الأوسط، سترسل الولايات المتحدة معدات عسكرية متنوعة، وخاصة أنظمة الدفاع الصاروخي الأهم، إلى قواعدها العسكرية في الشرق الأوسط، وكذلك إلى قواتها في فرنسا الموجودة هناك، بهدف الحماية من أي هجمات محتملة، وهذا يعني أن الولايات المتحدة قد توقف تقديم الدعم العسكري للجيش الأوكراني، وهو ما يصب بالتأكيد في مصلحة روسيا.
روسيا تتوسط لوقف الحرب بين إسرائيل وإيران
وأكد ماركوف: هذا التصعيد يمنح روسيا فرصة للعب دور الوسيط في المفاوضات بين إيران وإسرائيل من جهة، ومن جهة أخرى، يمكن لروسيا أن تلعب دورًا مهمًا في إبرام اتفاق سلام محتمل، وربما يكون لها دور فريد في هذا الاتفاق بين إيران وإسرائيل.
وأردف: ورغم أن الحرب هذه تحقق مكاسب لروسيا من منظور براغماتي، فإن روسيا تعارض الحرب لأسباب أخلاقية وإنسانية، فضلًا عن أن إيران تُعد شريكًا استراتيجيًا وحليفًا سياسيًا لموسكو، والروس لا يريدون خسارة أرواح الإيرانيين أو الإسرائيليين، ولا يريدون دمار المباني والبنية التحتية، وتسعى روسيا لمساعدة الطرفين، إيران وإسرائيل، على وقف هذه الحرب.
وأوضح: تتمتع روسيا بعلاقات جيدة جدًا مع إيران، وعلاقات محايدة إيجابية مع إسرائيل، وإذا نظرنا إلى التاريخ في سوريا، سنجد أن روسيا كانت تصرّ، بل وتعارضت أحيانًا مع إيران، على ألا تكون هناك تهديدات لأمن إسرائيل من الأراضي السورية، ولهذا السبب، كانت روسيا هي من بادرت بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في الأراضي السورية القريبة من الحدود مع إسرائيل، وبالتالي، يمكن لروسيا أن تلعب دورًا في اتفاق السلام مع إيران لأنها دولة تحظى بثقة طهران، ويمكن لإيران أن تكون مطمئنة إذا ما قامت روسيا بتخصيب المواد النووية اللازمة لمحطات الطاقة الإيرانية، حيث ستضمن إيران أن روسيا لن تسلم هذه المواد للولايات المتحدة ولا لنفسها.
تقارب وجهات النظر بين روسيا وأمريكا
وحول تفاصيل الوساطة الروسية المحتملة، أشار ماركوف إلى أن الدور الفريد لروسيا يتجلى أيضًا في أن الولايات المتحدة، التي يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في اتفاق السلام نظرًا لقدرتها على الضغط الحقيقي على إسرائيل لوقف الضربات ضد إيران، لديها علاقات تنافسية وعدائية مع الصين، وربما لا ترغب في منح الصين دورًا محوريًا في عملية السلام، لكن من ناحية أخرى، فإن الولايات المتحدة، وتحديدًا دونالد ترامب، قد تكون مستعدة لمنح مثل هذا الدور لفلاديمير بوتين.
وأوضح مستشار بوتين، أنه يمكن أن يكون اتفاق السلام بالشكل التالي: توقف إيران تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، وهو ما تطالب به الولايات المتحدة وإسرائيل بالضبط، ولكن، بما أن لدى إيران محطة طاقة نووية، فمن الطبيعي أن تطمئن إلى تأمين إمدادات الوقود النووي من دولة أخرى، ويُفضل أن تكون هذه الدولة ليست صديقة جدًا لإسرائيل بل أكثر قربًا من إيران، وهناك ثلاث دول ممكنة لذلك: روسيا، الصين، وباكستان، وهذا المشروع المشترك بين الولايات المتحدة وروسيا وإيران لتوريد الوقود النووي المخصب لمحطة الطاقة النووية الإيرانية لأغراض سلمية، يمكن أن يفتح الباب أمام الولايات المتحدة لرفع العقوبات المفروضة على روسيا، وهو ما قد يبحث عنه دونالد ترامب كمبرر سياسي.
وتأتي تصريحات مستشار بوتين لـ القاهرة 24، للتأكيد على ما أعلنت روسيا، اليوم الاثنين، أنها لا تزال مستعدة للقيام بدور الوسيط في النزاع بين إيران وإسرائيل، مؤكدة أن عرضها السابق بتخزين اليورانيوم الإيراني على أراضيها لا يزال قائمًا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن هذا العرض لا يزال مطروحًا ولا يزال يحتفظ بأهميته، لكنه أشار إلى أن اندلاع الأعمال القتالية عقد الموقف بشكل كبير.
وأكد بيسكوف أن روسيا لا تزال على استعداد للوساطة إذا تطلب الأمر، لكنه شدد على ضرورة معالجة جذور النزاع والقضاء عليها، محذرًا من أن الضربات العسكرية تزيد من تعقيد الأزمة بشكل خطير للغاية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب أمس الأحد عن تفاؤله بقرب إحلال السلام، وأشار إلى إمكانية أن يساهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تحقيق ذلك.


