دراسة جديدة: الإيجابية قد تحميك من ضعف الذاكرة في منتصف العمر
كشفت دراسة دولية حديثة أن التمتع بمستوى عالٍ من الرفاهية النفسية، مثل الشعور بالتحكم في الحياة والرضا الشخصي، قد يساعد في الوقاية من تراجع الذاكرة المرتبط بالتقدم في العمر.
وحسب ما نشرته صحيفة scitechdaily، أجريت الدراسة التي استمرت 16 عامًا على أكثر من 10 آلاف شخص فوق سن الخمسين، ونُشرت نتائجها في مجلة Aging & Mental Health، وأشارت النتائج إلى أن الأفراد الذين عبّروا عن مشاعر إيجابية أكبر تجاه حياتهم، أظهروا أداءً أفضل في اختبارات الذاكرة على مر السنين.
الرفاهية تسبق الذاكرة الأفضل.. لا العكس
وجد الباحثون من جامعات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسبانيا أن العلاقة بين الرفاهية النفسية والذاكرة كانت ثابتة، حتى بعد أخذ أعراض الاكتئاب في الحسبان، ومع ذلك لم يُثبت أن الأشخاص الذين يتمتعون بذاكرة قوية يطورون لاحقًا رفاهية نفسية أعلى، مما يدعم الفرضية القائلة إن الرفاهية النفسية قد تكون عاملًا وقائيًا ضد التدهور المعرفي، وليس نتيجة له.
وأوضح الدكتور آمبر جون، الباحث الرئيسي من جامعة ليفربول وزميل أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة، أن تعزيز الصحة النفسية قد يكون وسيلة فعالة لدعم صحة الدماغ، خاصة في المراحل المبكرة من الشيخوخة.
تأثيرات نفسية واجتماعية على صحة الدماغ
أظهر المشاركون الذين شعروا بالاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرارات تحسنًا واضحًا في قدراتهم على تذكر الكلمات، مقارنة بمن لم يشعروا بنفس القدر من السيطرة على حياتهم.
وأشار الباحثون إلى أن الاكتئاب والقلق، اللذان يؤثران سلبًا على الرفاهية، معروفان أيضًا بعلاقتهما بتدهور صحة الدماغ وزيادة خطر الإصابة بالخرف، ووفقًا للدكتورة إميلي ويلروث، المشاركة في إعداد الدراسة من جامعة واشنطن، فإن هذه النتائج تمهد الطريق لتطوير استراتيجيات مستندة إلى تحسين الرفاهية النفسية لدعم القدرات الإدراكية في سن متقدم.
توصيات مستقبلية للحفاظ على صحة الذاكرة
رغم أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية، إلا أنها تشجع على مزيد من الأبحاث لفهم آلية تأثير الصحة النفسية على الدماغ، ويقترح الباحثون أن تدخلات مثل التأمل الذهني، وتعزيز الشعور بالرضا الذاتي، قد تكون مفيدة في الوقاية من التدهور العقلي المرتبط بالعمر.
وتعليقًا على النتائج، قالت إيما تايلور من مؤسسة أبحاث الزهايمر بالمملكة المتحدة: “الاعتناء بصحتنا النفسية لا يقل أهمية عن العناية بالجسم. فالنشاط الذهني، واليقظة، والتواصل الاجتماعي يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في حماية عقولنا مع التقدم في السن”.


