مؤيد لفلسطين وهدد باعتقال نتنياهو.. زهران ممداني يقترب من رئاسة بلدية نيويورك | تقارير
ذكرت تقارير أمريكية وعبرية أن زهران ممداني، المرشح المؤيد للقضية الفلسطينية، يقترب من تحقيق انتصار كبير في الانتخابات التمهيدية لاختياره مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة بلدية نيويورك، بعد أن أظهرت النتائج الأولية تفوقه على منافسه، حاكم نيويورك السابق أندرو كومو، الذي اعترف بهزيمته وهنأ ممداني على فوزه.
انتخابات رئاسة بلدية نيويورك
وقال كومو في خطاب أمام أنصاره إن الليلة كانت لممداني، الذي أدار حملة انتخابية قوية، وأكد أنه اتصل به وهنأه، مشيرًا إلى أنه يستحق هذا الفوز.
وبعد فرز معظم الأصوات، حصل ممداني على 43.5% مقابل 36.3% لكومو، ورغم أن الفوز الرسمي يتطلب تجاوز 50% من الأصوات، فإن الفارق الكبير بين المرشحين، إلى جانب ضعف فرص باقي المتنافسين، يجعل فوز ممداني شبه مؤكد، ويُتوقع إعلان النتائج النهائية خلال أسبوع، نظرًا لطبيعة نظام التصويت المعتمد في المدينة.
ممداني، الذي وُلد في أوغندا وينتمي إلى الطائفة الشيعية، بدأ مسيرته السياسية قبل نحو عقد خلال دراسته في جامعة بودين المرموقة، حيث أسس مجموعة طلابية باسم طلاب من أجل العدالة في فلسطين، قبل خمس سنوات، أصبح أصغر عضو في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، وركز عمله السياسي على القضايا الاجتماعية والترويج لسياسات اشتراكية.
ورغم ذلك، واصل نشاطه المناهض لإسرائيل، من خلال دعمه لمبادرات مثل مشروع قانون فشل في منع الجمعيات الأمريكية من تحويل الأموال إلى المستوطنات، إلى جانب تأييده لحركة المقاطعة BDS.
وكان اتهم ممداني إسرائيل بممارسة التمييز وبارتكاب إبادة جماعية في غزة، ورفض الاعتراف بحقها في الوجود كدولة يهودية وتعهد، في حال فوزه، باعتقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إذا زار المدينة، استنادًا إلى التزامه بـ"القانون الدولي، كما صرح مؤخرًا بأنه لا يشعر بالارتياح لدعم دولة تقوم على التمييز الديني أو العرقي، ورفض الالتزام بزيارة إسرائيل خلافًا لبقية المرشحين.
ورغم مواقفه المؤيدة للفلسطينيين، أكد ممداني مرارًا التزامه بحماية يهود نيويورك من معاداة السامية، وقد حظي بدعم من منظمات يهودية تقدمية، فيما عبّرت منظمات يهودية تقليدية وكبيرة عن قلقها من ترشحه.
وفي المقابل، يمثل كومو التيار التقليدي داخل الحزب، وكان حاكمًا لولاية نيويورك لعشر سنوات قبل استقالته على خلفية اتهامات بالتحرش الجنسي بـ11 امرأة، وهي التهم التي أُسقطت لاحقًا، لكنه يسعى الآن للعودة إلى الساحة السياسية، خلال حملته، شدد كومو على دعمه الواضح لإسرائيل، وانتقد مرارًا خصومه لسلوكهم الضعيف تجاه معاداة السامية.
ويعتمد نظام التصويت في نيويورك على ترتيب الناخبين لخمسة مرشحين حسب الأفضلية. وإذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات في الجولة الأولى، يُستبعد المرشح الحاصل على أقل نسبة، وتُعاد توزيع أصوات ناخبيه بناءً على اختيارهم الثاني، ويستمر هذا النظام حتى يتبقى مرشحان اثنان، ويُعلن الفائز من بينهما.
وبموازاة الانتخابات التمهيدية، قرر العمدة الحالي للمدينة، إريك آدامز، عدم خوض السباق التمهيدي، وفضل الترشح كمستقل رغم انتمائه للحزب الديمقراطي، ما يعني أنه سيواجه الفائز في الانتخابات العامة لاحقًا. ويُعرف آدامز بدعمه القوي لإسرائيل، ويُعد من أبرز المتحالفين مع المجتمع اليهودي في المدينة، كما جعل من محاربة معاداة السامية أحد محاور برنامجه، وأعلن عزمه إنشاء وحدة خاصة لمكافحة الظاهرة، بالتعاون مع إدارة الرئيس دونالد ترامب.
ورغم أنه يتمتع بمكانته كعمدة حالي، إلا أن آدامز تعرض لانتقادات شديدة بسبب شبهات فساد وتقرّبه من ترامب، ما أثار جدلًا حول مستقبله السياسي.


