ترميم تمثال للعذراء مريم يثير الاحتجاجات في إسبانيا.. ما القصة؟
أثار ترميم تمثال شهير للعذراء مريم في مدينة إشبيلية الإسبانية موجة واسعة من الغضب، بعدما وصف كثيرون النتيجة بأنها أقرب إلى عملية تجميل فاشلة شوهت ملامح التمثال الأصلية.
التمثال المعروف باسم عذراء لاماكارينا، يعود إلى القرن السابع عشر، ويُعد من أبرز الرموز الدينية الكاثوليكية في إسبانيا، ويجذب آلاف الزوار خلال أسبوع الآلام سنويًا.
ترميم تمثال للعذراء مريم يثير الاحتجاجات في إسبانيا
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، اندلعت الاحتجاجات عقب كشف أخوية ماكارينا عن عملية ترميم مفاجئة للتمثال في عطلة نهاية الأسبوع، ما أثار استياء محبي التمثال الذين لاحظوا تغييرات واضحة في ملامحه، خاصًة في بريق وجهه وطول رموشه، واعتبر كثيرون أن تلك التعديلات غيرت تعبيره الروحاني المعروف، ووصف أحد المصلين هذا الترميم بأنه جعل من التمثال منظر رديئ.
وتجمع المئات أمام كنيسة ماكارينا، مرددين ترانيم دينية ومطالبين بإجابات، فيما طالب آخرون باستقالة زعيم الأخوية، وعبّر أحد المتظاهرين: هذه لم تعد عذراء إشبيلية التي نعرفها، إنه أمر محزن يمزق القلب.
وبحسب تقارير محلية، فإن التمثال خضع لعمليتي ترميم إضافيتين خلال أقل من 24 ساعة، في محاولة لإعادة ملامحه الأصلية، بعد تصاعد موجة الغضب، كما أغلقت الكنيسة أبوابها مؤقتًا، واعتذرت الجماعة المسؤولة عن الترميم، موضحة أن العذراء ظهرت لاحقًا برموش أقصر بعد تصحيح التأثير غير المرغوب فيه.
الحادثة أعادت للأذهان فضائح ترميم عالمية مشابهة، أبرزها ما حدث عام 2012 عندما شوّهت سيدة مسنة لوحة إيتشي هومو الشهيرة في شمال إسبانيا، وشهدت بولندا أيضًا جدلًا واسعًا بعد فشل ترميم تمثال للسيدة العذراء يعود للقرن التاسع عشر، حيث بدت ملامح التمثال أقرب إلى شخصية من مسلسل كرتوني.
وانتشرت صور التماثيل المشوهة على مواقع التواصل، وسط انتقادات لاذعة للمرممين المجهولين، حيث وصف البعض ما حدث بأنه تدنيس للمقدسات واعتداء على شكل الرموز الدينية، فيما طالب آخرون بضرورة إخضاع مثل هذه الأعمال لترميم احترافي على يد خبراء مؤهلين، حفاظًا على قيمتها الفنية والروحية.


