فنجان القهوة الصباحي.. هل هو مفتاح الشباب وطول العمر؟
وجدت دراسة جديدة، أن الكافيين قد يحمل سرًا من أسرار الشباب وطول العمر، لكن مع وجود محاذير تستحق الانتباه، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
الكافيين وتأثيره الخلوي
أجرى باحثون من جامعة كوين ماري في لندن دراسة متقدمة على كائنات الخميرة الانشطارية، وهي خلايا أحادية تُستخدم كنموذج لدراسة الوظائف البيولوجية المشابهة لتلك التي تحدث في جسم الإنسان.
ووجد الفريق أن الكافيين يؤثر بعمق على أنظمة إصلاح الحمض النووي، واستجابات الخلايا للإجهاد، وآليات الشيخوخة، مما يشير إلى قدرته على إطالة العمر عبر تنشيط مسارات بيولوجية معينة.
والمفاجأة كانت أن هذا التأثير ليس دائمًا إيجابيًا، إذ تبين أن الكافيين قد يتسبب في تجاوز الخلايا لمرحلة الإصلاح الضروري عند تلف الحمض النووي، ما يجعلها أكثر عرضة للضرر المستقبلي.
الكافيين ونظام AMPK
الدراسة كشفت أن الكافيين لا يؤثر بشكل مباشر على الجينات المسؤولة عن الشيخوخة، بل يعمل عبر تنشيط بروتين AMPK، وهو مفتاح طاقي مهم يتحكم في كيفية استجابة الخلايا لنقص الطاقة.
وبحسب الباحث شارالامبوس راليس، فإن هذا التفاعل يعزز قدرة الخلايا على التكيف مع الإجهاد الخلوي، لكنه في الوقت نفسه قد يُسرّع من الانقسام الخلوي قبل إتمام عمليات الإصلاح، ما يضع الخلايا في دائرة خطر.
والكافيين يُغيّر استجابة الجسم للضغط الجزيئي، وهذا يمكن أن يكون جيدًا أو سيئًا، بحسب ظروف الجسم، وفق ما أكده الباحث المشارك جون باتريك علاو.
هل القهوة مفيدة أم ضارة؟
ورغم التحذيرات، لا تعتبر هذه الدراسة بمثابة إدانة لفنجان القهوة الصباحي. على العكس، فإن عدة دراسات سابقة أثبتت فوائد القهوة الصحية:
تقلل من خطر السكري من النوع الثاني
تدعم وظائف الدماغ والمزاج
تقلل من احتمالات الوفاة المبكرة
ترتبط بانخفاض خطر الزهايمر وباركنسون
توقيت الشرب مهم
أشارت دراسة نُشرت هذا العام من جامعة تولين إلى أن تناول القهوة في الصباح يرتبط بانخفاض معدلات الوفاة مقارنة بتناول الإسبريسو في فترات لاحقة من اليوم.
كما أظهرت أبحاث أخرى أن شرب 3 إلى 5 أكواب يوميًا في منتصف العمر يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالزهايمر في الشيخوخة.
