باحثون يستخدمون فيروس الهربس لمحاربة السرطان المتقدم المقاوم للعلاج.. تعرف على التفاصيل
في اكتشاف علمي قد يغيّر قواعد اللعبة في علاج السرطان، أعلن باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا عن نتائج واعدة لاستخدام فيروس الهربس البسيط (HSV-1) المعدّل وراثيًا في علاج الورم الميلانيني المتقدم، أحد أخطر أنواع سرطان الجلد، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
من الفيروس المزعج إلى أداة لمحاربة الأورام
عادةً ما يُعرف فيروس الهربس البسيط من النوع الأول بكونه سببًا لظهور البثور المؤلمة حول الفم، ويُصاب به نحو ثلثي سكان العالم. لكن فريقًا طبيًا بقيادة الدكتور جينو كيم إن تمكّن من تعديل الفيروس ليصبح مقاتلًا شرسًا للخلايا السرطانية، دون إحداث ضرر بالأنسجة السليمة.
والتجربة السريرية الجديدة، التي شملت 140 مريضًا مصابين بسرطان الجلد المتقدم المقاوم للعلاج، أظهرت نتائج مشجعة للغاية؛ إذ تقلّص حجم الأورام بنسبة لا تقل عن 30% لدى ثلث المشاركين، فيما اختفت الأورام بالكامل لدى 1 من كل 6 مرضى.
آلية العلاج المزدوج
يعتمد العلاج على دمج الفيروس المعدّل المعروف باسم RP1 مع عقار نيفولوماب (Nivolumab)، وهو دواء معروف يستخدم في العلاج المناعي.
ويعمل RP1 على مهاجمة الخلايا السرطانية مباشرة والتكاثر داخلها وتدميرها، فيما يعمل نيفولوماب على تعطيل البروتينات التي تمنع جهاز المناعة من التعرف على السرطان، مما يسمح له بمهاجمة الورم بفاعلية.
والأهم من ذلك، لاحظ الباحثون أن التأثير لم يقتصر على الأورام المحقونة فقط، بل شمل أيضًا أورامًا أخرى غير معالَجة داخل الجسم، ما يشير إلى استجابة جهاز المناعة الشاملة وتحفيزه لمحاربة السرطان في أنحاء الجسم كافة.
أمل جديد لمرضى الحالات المتقدمة
قال الدكتور كيم إن، نصف حالات الميلانوما المتقدمة لا تستجيب للعلاج المناعي التقليدي، وهؤلاء المرضى عادةً ما تنفد خياراتهم. هذه النتائج تُقدم بصيص أمل حقيقي".
والعلاج كان جيد التحمل من قبل المرضى، ولم تُسجل مضاعفات خطيرة، وتم نشر نتائج الدراسة في مجلة علم الأورام السريري، كما عُرضت مؤخرًا في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري.


