ماراثون الانتخابات.. إنجازات مزعومة ووعود زائفة | صوتك لمن يستحق
أيام قليلة تفصلنا عن ماراثون الانتخابات بمجلس الشيوخ، ويعقبها انتخابات مجلس النواب، وتتكرر المشاهد والسيناريوهات بعودة المرشحين بعد غياب، وحملاتهم ولافتاتهم الدعائية الضخمة في الميادين والشوارع وكل مكان، وجولات وزيارات ميدانية للمدن والقرى، ومؤتمرات وندوات تُعقد، وشعارات وتحديات جديدة ووعود جديدة وقديمة أُكلت.
وتُعد من أبرز المظاهر التي تتكرر مع كل موسم انتخابي، وخاصة في محافظات الصعيد، محاولة بعض المرشحين نسب مشروعات نفذتها الحكومة إلى أنفسهم، وتقديمها باعتبارها إنجازات شخصية وطلبات تقدم بها النائب، ولكن في الأساس ضمن مشروعات "حياة كريمة" والتي بدأت عام 2019 لتحسين مستوى المعيشة في القرى المصرية.
ففي عدد من القرى، تم إنشاء عدد من الكباري والمدارس والوحدات الصحية ورصف الطرق، بالإضافة إلى المشاريع وسقف المنازل، وذلك مُدرج بالفعل ضمن خطط الدولة من خلال مشروع "حياة كريمة" لبداية حياة إنسان، أو من خلال المحافظة بتطويرها ورفع كفاءتها، وتكون بميزانية عامة، وجهات تنفيذية حكومية، دون أي تدخل مباشر من النائب أو المرشح في تلك المشاريع.
وخلال الفترة الماضية، ومع دق أبواب الانتخابات في مجلس الشيوخ، ظهر عدد من المرشحين بعمل مبادرات خيرية وتعليمية لطلاب المرحلة الثانوية، ومسابقات في كافة الأنشطة، وتكريم المتفوقين، وقوافل طبية، جميعها من أجل الظهور وكسب ثقة الناس، حتى أصبح أداة معتمدة لحصد الأصوات تحت شعار المساعدة، بينما هو في الحقيقة يخطط لتكوين قاعدة جماهيرية، أنشطة ومبادرات تظهر بالعمل الخيري ولكن في الباطن استعدادات لخدمة حملته الانتخابية.
عزيزي المرشح: عليك أن تعلم جيدًا أن فوزك في الانتخابات ليست هي النهاية، والنتيجة التي حصلت عليها بعد صراع وتنافس مع المرشحين، ولكن هي بداية لعمل شاق مخلصًا لوجه الله وللمصلحة العامة وليس لمصلحتك الشخصية، وتبدأ مسؤوليتك بتحقيق الصالح للمواطن والشعب والدائرة التي تمثلها، محققًا لهم طلباتهم، وننتظر أن تكون أفعالًا لا أقوالًا، وترتقي بهم، ضع دائمًا المواطن البسيط تحت أعينك، وكن مخلصًا صادقًا مدافعًا عن حقوقهم، وليس مجرد وعود زائفة تزول وتسقط بعد الانتخابات، كن متواجدًا مستمعًا لهم ولمشاكلهم بعد الانتخابات أكثر من قبلها، في محنهم وأزماتهم، في ظل الظروف والأوقات الصعبة التي تمر بها البلاد من أزمات داخلية وضغوطات بسبب الصراعات الإقليمية والنزاع في الدول المجاورة لحدود مصر، مما يشكل عليها خنقًا سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا.
سيدي المواطن، رجائي منك ورسالتي إليك: صوتك أمانة ومسؤولية وقرار يصب في مصلحتك، فلا تلقيه في المجهول، وأدلِ بصوتك لمن يستحق، ليحقق لك أحلامك وآمالك وطموحاتك، أعطِ صوتك لمن سيكون صوتًا لك وللفقراء والكادحين، ويطلب لك الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، ولا تصوت لمرشح يرفع ويعظم شعارات خاصة وأحزابًا وما ينتمي إليه، امضِ بقلمك تجاه المرشح الذي إذا طرقت بابه ستجده ولن يردك، فانظر إلى ضميرك قبل أن تخط بإيدك، وابتعد عن المصالح والمجاملات من الأصدقاء والعائلات، ووصّل رسالتك وأمانتك لمن يمثلك.


