الأمم المتحدة للسكان: هناك فجوة بين رغبات النساء في الإنجاب ومعدلات الخصوبة الفعلية بمصر
أعلن إيف ساسينراث، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، إطلاق تقرير حالة سكان العالم 2025 للمرة الأولى من القاهرة، تحت عنوان: أزمة الخصوبة الحقيقية: السعي نحو حرية الإنجاب في عالم متغير.
الأمم المتحدة للسكان: هناك فجوة بين رغبات النساء في الإنجاب ومعدلات الخصوبة الفعلية بمصر
وشدد خلال فعاليات المؤتمر الدولي للسكان، على أن التقرير يسلط الضوء على التحدي الجوهري الذي يواجه العديد من الأفراد حول العالم، وهو عدم القدرة على إنجاب العدد الذي يرغبون فيه من الأطفال، سواء أكثر أو أقل، بسبب معوقات اقتصادية واجتماعية وجندرية.
وأوضح ساسينراث أن التقرير لا يركّز فقط على معدلات المواليد أو عدد السكان، بل ينقل النقاش إلى مساحة الحقوق الإنجابية والاختيارات الفردية، انسجامًا مع الرؤية التحولية التي أرساها المؤتمر الدولي للسكان والتنمية ICPD عام 1994 في القاهرة، والتي لا تزال تمثل حجر الزاوية في قضايا السكان عالميًا.
وأشار إلى أن بيانات المسح الصحي الأسري لعام 2021 في مصر كشفت عن وجود فجوة بين الرغبة الفعلية في الإنجاب ومتوسط معدلات الخصوبة، حيث ترغب النساء في إنجاب طفلين في المتوسط، بينما يبلغ المعدل الحقيقي ما يقرب من 3 أطفال، مرجعًا هذا التفاوت إلى عوامل متعددة، من بينها الضغوط الاقتصادية، والبطالة بين الشباب – لا سيما الإناث – والتي بلغت 37% للفئة العمرية من 15 إلى 29 عامًا، إضافة إلى الأعراف الاجتماعية الراسخة التي تحد من حرية القرار.
وفي سياق متصل، أثنى ممثل صندوق الأمم المتحدة على جهود الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن المبادرات الرئاسية الحالية تمثل نموذجًا يحتذى به في الاستثمار في رأس المال البشري، من خلال توسيع نطاق الحماية الاجتماعية، وتحسين فرص التعليم والتوظيف، وتوفير سكن ملائم وسياسات داعمة للأسرة.
كما نوه إلى أهمية برامج مثل "نورة" و"نُوَه في الظهيرة"، والتي تساهم في تمكين الشباب والعائلات بالمعرفة والمهارات اللازمة لاتخاذ قرارات صحيحة، مؤكدًا أن الاستراتيجية الوطنية للسكان 2030 تُعد دليلًا على التزام مصر برؤية شاملة لتحسين جودة الحياة وتعزيز حقوق الإنسان، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وشدد على أهمية إتاحة خدمات الصحة الإنجابية لجميع الفئات، بمن فيهم المهاجرون واللاجئون، لضمان مجتمع شامل لا يُقصى فيه أحد، مشيرًا إلى إطلاق مبادرة "يورفام" مؤخرًا كأحد النماذج التي تعكس هذا التوجه.
واختتم ساسينراث كلمته، بالتأكيد على أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يقف جنبًا إلى جنب مع الحكومة المصرية من خلال إطار التعاون الإنمائي للأمم المتحدة، دعمًا لسياسات تمكين الشباب، وتوسيع نطاق خدمات الصحة الإنجابية، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتمكين الأفراد من تكوين الأسر التي يرغبون بها بحرية وكرامة.
وأكد أن الاستثمار في الشباب ورأس المال البشري لم يعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية لتحقيق النمو الوطني والتنمية المستدامة، داعيًا إلى تضافر الجهود لضمان أن يكون لكل فرد صوت مسموع، وخيار حر، وفرصة حقيقية للنجاح.


