وزير الصحة: بورسعيد سجلت أقل معدل إنجاب.. ومطروح تحتاج إلى تدخل ثقافي واجتماعي مختلف
أكد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن القضية السكانية لم تعد مجرد أرقام وأعداد، بل تتعلق بجودة الحياة والخصائص السكانية، مثل الصحة والتعليم والإنتاجية، مضيفا أن ما قد يُعتبر أزمة في دولة نامية من حيث الزيادة السكانية، قد يكون تحديًا عكسيًا في الدول المتقدمة التي تعاني من انخفاض معدلات المواليد، مشددًا على أن النظرة للسكان تختلف حسب السياق الاقتصادي والاجتماعي لكل دولة.
التعامل مع القضية السكانية
جاء ذلك خلال كلمة الوزير ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للسكان، حيث أشار إلى أن التعامل مع القضية السكانية يتطلب مقاربة شاملة ومتكاملة تضم جميع الوزارات المعنية، إلى جانب دور فعّال للمجتمع المدني والمؤسسات الدينية والإعلام والثقافة، مضيفًا: لا يمكن لوزارة الصحة وحدها أن تنجح دون تكامل الجهود مع وزارة الأوقاف، الأزهر، الكنيسة، وزارة الشباب والرياضة، والتعليم، والثقافة، والإعلام، وغيرها.
وأوضح عبد الغفار أن التعاون مع المؤسسات الدولية، وعلى رأسها صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية، عنصر أساسي في دعم برامج الصحة والسكان في مصر، مشيرًا إلى أهمية الشراكة المستمرة مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء في صياغة السياسات القائمة على البيانات.
وأشار الوزير إلى أن القضية السكانية أصبحت أولوية واضحة لوزارة الصحة، مؤكدًا العلاقة الوثيقة بين التنمية الاقتصادية والتركيبة السكانية، ولفت إلى أن بعض الدول التي تمثل نسبة كبيرة من سكان العالم، مثل الصين، استطاعت أن تحول الكثافة السكانية إلى ميزة تنموية بفضل تحسين الخصائص، وليس فقط تقليص الأعداد.
وقال عبد الغفار: السكان قد يكونون عبئًا إذا لم يمتلكوا مقومات الإنتاج، لكنهم يتحولون إلى طاقة دافعة للاقتصاد إذا كانوا أصحاء، متعلمين، ومنتجين، مضيفًا أن الرهان الحقيقي هو على تحسين جودة الإنسان وليس فقط ضبط العدد.
مشروع تصنيف المناطق إلى حمراء وصفراء وخضراء
وأشاد الوزير بجهود الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة لشؤون السكان، قائلًا إنها تجمع بين الخبرة الأكاديمية والرؤية الواقعية الميدانية، ما ساعد في تقديم نموذج واضح ومتكامل للتعامل مع القضايا السكانية، خاصة من خلال مشروع تصنيف المناطق إلى حمراء وصفراء وخضراء، والذي يستند إلى مؤشرات تفصيلية تعكس التحديات الحقيقية على الأرض.
وأكد أن هذا التصنيف يمكّن الدولة من توجيه الموارد بشكل أكثر فعالية، مشيرًا إلى أن محافظة بورسعيد سجلت معدل إنجاب منخفض يصل إلى 1.6، في حين أن محافظات أخرى مثل مطروح تختلف كليًا من حيث التركيبة الثقافية والاجتماعية، مما يستدعي تطبيق منهجيات متباينة حسب الخصوصية المحلية لكل محافظة.
واختتم عبد الغفار كلمته بالتأكيد على أن النجاح في خفض معدلات الإنجاب وتحسين المؤشرات السكانية يتطلب تناغمًا بين فرق العمل داخل الوزارات، وتنسيقًا مستمرًا مع الحكومة ومؤسسات الدولة الدولية، متوجهًا بالشكر لكل من يشارك في هذا الجهد الوطني الشامل، قائلًا: هذه قضية مستقبل وطن، ولن تنجح جهودنا إلا بالتكامل والوعي والعمل الجماعي.
