أنجلو جولد: أكثر من 3000 كيلومتر من مناطق الاستكشاف في مصر غير مستغلة بمعايير حديثة
ألقت جيلين دوران، المسئول المالي والمدير التنفيذي لشركة أنجلو جولد أشانتي العالمية، المستثمر في منجم السكري للذهب، كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى مصر الدولي للتعدين الذي افتتحه المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، حيث استعرضت فيها رؤية الشركة تجاه مصر كوجهة استثمارية جاذبة في قطاع التعدين، بالإضافة إلى خططها المستقبلية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
في بداية كلمتها، تقدمت دوران بخالص الشكر والتقدير للوزير كريم بدوي، مشيرة إلى أن مصر قد حققت خطوات جريئة وملموسة نحو إعادة تموضع قطاع التعدين من خلال إطلاق إطار تشريعي حديث، فضلًا عن توفير مناخ استثماري أكثر جذبًا ورؤية استراتيجية طويلة الأمد للنمو المستدام. وأكدت على أن التزام الوزير في إطلاق الإمكانات التعدينية الكاملة لمصر يسهم في استعادة مكانتها المستحقة على خريطة التعدين العالمية.
كما أشادت دوران بدور الهيئة المصرية للثروة المعدنية والصناعات التعدينية، التي تعد شريكًا رئيسيًا في منجم السكري، مشيرة إلى أن الهيئة تلعب دورًا محوريًا في ترسيخ الشراكة القائمة على التعاون والمنفعة المتبادلة بين جميع الأطراف، بما يحقق قيمة مستدامة لمصر وشعبها.
وأكدت دوران أن حضورها اليوم يمثل شرفًا كبيرًا لها، خاصة في لحظة هامة ليس فقط بالنسبة لشركة أنجلو جولد أشانتي، بل لمستقبل صناعة التعدين في مصر.
أنجلو جولد أشانتي
وتطرقت دوران إلى لمحة عن شركتها، موضحة أن أنجلو جولد أشانتي هي واحدة من أكبر شركات إنتاج الذهب في العالم، ويقع مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة، حيث تمتلك محفظة أعمال متنوعة تمتد عبر إفريقيا وأمريكا الجنوبية وأستراليا.
وأضافت أن الشركة تمتلك أكثر من قرن من الخبرة التشغيلية، مع سجل حافل في مجالات السلامة والانضباط المالي، فضلًا عن التزامها بالمسئولية البيئية، وبناء الشراكات مع المجتمعات المحلية والتعدين المسؤول.
كما أكدت دوران أن استحواذ أنجلو جولد أشانتي على شركة سنتامين في نوفمبر الماضي يُعد أكبر صفقة استحواذ لشركة في أكثر من عشرين عامًا، وهو ما يعتبر تصويتًا قويًا في الفرص الجيولوجية لمصر، وفي إمكاناتها البشرية الهائلة، وفي قوة مؤسساتها، وكذلك الدعم الحكومي المستمر لبناء قطاع تعدين تنافسي على المستوى العالمي.
وأشارت دوران إلى أن مصر بالنسبة لهم ليست مجرد سوق، بل منصة استراتيجية محورية، في تشكيل مستقبل صناعة التعدين في إفريقيا وما بعدها.
وتطرقت دوران إلى إرث مصر التعديني الممتد إلى جذور الحضارة، حيث كان عمال المناجم في الصحراء الشرقية منذ آلاف السنين يستخرجون الذهب بأدوات حجرية، مسترشدين بنفس التراكيب الجيولوجية التي يستخدمها العلماء اليوم في عمليات الاستكشاف. وأضافت أن الذهب الذي زين مقابر الفراعنة، بما فيها مقبرة توت عنخ آمون، جاء من نفس المنطقة التي يقع فيها منجم السكري.
أنجلو جولد أشانتي: أكثر من 3000 كيلومتر من مناطق الاستكشاف في مصر غير مستغلة بمعايير حديثة
وأكدت دوران أن ما تحققه شركة أنجلو جولد أشانتي اليوم هو إطلاق القيمة الكامنة في الأرض، بهدف دعم التقدم والتنمية، وليس فقط لتحقيق الأرباح، حيث يُعد منجم السكري مثالًا حيًا على ما يمكن تحقيقه، فقد أنتج المنجم منذ عام 2010 أكثر من 6.2 مليون أوقية من الذهب وساهم بشكل كبير في الاقتصاد المصري.
وأضافت دوران أن هناك أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مربع من المناطق المرخصة للاستكشاف في مصر لم تُستغل بعد وفقًا للمعايير الحديثة، وأن الدرع العربي النوبي في مصر ما يزال يحتوي على ثروات جيولوجية غير مكتشفة، مؤكدة أن أنجلو جولد أشانتي تمتلك الخبرات الفنية العميقة وفريق استكشاف يُعد من بين الأكثر نجاحًا في العالم لاكتشاف المناجم الجديدة.
وتابعت دوران بالقول: "نحن لا نبحث عن أرباح قصيرة الأجل، بل نحن هنا لبناء منظومة تعدين طويلة الأجل تنافسية وشفافة، ومتوافقة مع أعلى المعايير الدولية". وأكدت أن أنجلو جولد أشانتي تتشارك مع القيادة المصرية في رؤية مشتركة لخلق فرص عمل، وتنمية المهارات، وتحقيق التوازن بين العائدات الاقتصادية طويلة الأمد والمسؤولية البيئية والاجتماعية.
وأوضحت دوران أنها تحمل مسؤولية كبيرة لضمان أن تعود استثمارات الشركة بـ قيمة حقيقية ومستدامة ليس فقط للمساهمين ولكن أيضًا للدول والمجتمعات المضيفة، وذلك من خلال الحفاظ على الانضباط الاستثماري وتعزيز التعاون مع الحكومات.
واختتمت دوران كلمتها قائلة: "مصر لا تكتشف الذهب من جديد، بل تستعيد مكانتها في قلب قصة الذهب العالمية"، مشيرة إلى أن الشركة فخورة بمساهمتها في هذا المسار، وأضافت: "لقد أسهمت مصر كثيرًا في تاريخ الذهب، واليوم أمامها فرصة لصياغة مستقبله".
