بعد 23 سنة.. دكتور جامعي من قنا يحقق وعده لأمه بفسحة في لندن: كنت بكتبه في كشكول ويضحكوا عليا
قبل أكثر من عقدين من الزمن، وتحديدًا في قرية أم الحويطات بسفاجا في محافظة البحر الأحمر، كان طفل صغير يحلم بمستقبل يبدو مستحيلًا وسط الظروف الصعبة التي يعيشها، السيول كانت قد مسحت بيتهم من على الأرض، لكن حلمه ظل ثابتًا لا يتزحزح: أن يصبح دكتورًا جامعيًا، وأن يدرس في لندن أو برلين، وأن يأخذ أمه في "فسحة برّا".






أستاذ جامعي في بوعده لوالدته بفسحة في لندن
الدكتور أحمد إبراهيم عثمان، الأستاذ الجامعي والباحث المصري، لم ينسَ أبدًا كلمات كان يرددها على والدته، الحاجة هدية: هفسّحك هناك يا أمي، في وقتها، وبمقاييس الواقع، كان كلامه أقرب للخيال، لكنه آمن بحلمه، وصدق فيه -بحسب وصفه-
يقول الدكتور أحمد عبر منشور نشره على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: في إجازة الثانوية العامة، وأنا بشتغل في ورشة بلاط، كنت بكتب في كشكولي: هسافر لندن وبرلين وأدرس هناك الدكتوراه.. وكان اللي حواليا بيضحكوا عليا.
مرت السنوات، وتحقق الحلم خطوة بخطوة واليوم، وبعد 23 سنة من كتابة تلك الكلمات البسيطة على ورق، وفي لحظة انتصار إنسانية من الطراز الأول، سافر الدكتور أحمد مع والدته إلى لندن، ليحقق لها وعدًا انتظر طويلًا.
الصور التي نشرها الدكتور أحمد لوالدته في شوارع لندن لم تكن مجرد لقطة سياحية، بل شهادة حقيقية على معنى الإصرار والحب والإيمان.
واختتم منشوره برسالة لكل من لا يزال يحلم:
لما أمك تصدق حلمك، إنت كمان بتصدق وتتمسك بيه.. خليك مع ربنا قبل أي حاجة، وامسك في حلمك وصدقه من جواك.. وهتوصل إن شاء الله.
جدير بالذكر أن الدكتور أحمد إبراهيم عثمان، باحث مصري بارز من مواليد قرية الأشراف الشرقية بمحافظة قنا، تخرج من كلية العلوم بجامعة جنوب الوادي عام 2006، وعمل معيدًا بها قبل أن يسافر إلى المملكة المتحدة لاستكمال دراسته العليا، وحصل على الدكتوراه في الهندسة الكيميائية من جامعة الملكة في بلفاست، كما عمل أستاذًا مساعدًا بجامعة "كانتربري" البريطانية.
ولم يتوقف نجاحه عند هذا الحد؛ فقد صُنّف ضمن أفضل 2% من العلماء على مستوى العالم في مجاله وفقًا لتصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية، ونشر أكثر من 100 بحث علمي في مجلات دولية محكمة.


